شرح لسنن الترمذي أحد الكتب الستة، ألفه العلامة أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري (المتوفى سنة 1353هـ)، شرح فيه الأحاديث إسنادًا ومتنًا، مع التنبيه على الفوائد العلمية، والأحكام الفقهية.
من أشهر شروح صحيح الإمام مسلم، واسمه: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للإمام يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676هـ، وهو شرح متوسط، جمع فيه مؤلفه بين أحكام الفقه ومعاني الحديث النبوي.
هو كتاب في الفقه الشافعي، ألفه الإمام النووي المتوفى 676 هـ، اختصر فيه كتاب: فتح العزيز بشرح الوجيز للرافعي المتوفى سنة 623 هـ، وقد سلك فيه الإمام النووي طريقة متوسطة بين المبالغة في الاختصار والإيضاح، كما حذف الأدلة في معظمه.
من أهم كتب السيرة النبوية ومصادرها الرئيسة، وهو كتاب ألفه أبو محمد عبد الملك بن هشام المتوفى سنة 218هـ، مهذبًا كتاب العلامة محمد بن إسحاق المتوفى سنة 151 هـ. وقد شرحها الإمام عبد الرحمن السهيلي في كتابه: الروض الأنف.
في بيان مقاصد الكتاب والسنة، والحكم، والمصالح الكلية، والتعريف بأسرار التكاليف في الشريعة، وأحكام الاجتهاد والتقليد، وما يتعلق بذلك، ألفه الحافظ إبراهيم بن موسى الشاطبي المتوفى سنة 790 هـ.
شرح لسنن الترمذي أحد الكتب الستة، ألفه العلامة أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري (المتوفى سنة 1353هـ)، شرح فيه الأحاديث إسنادًا ومتنًا، مع التنبيه على الفوائد العلمية، والأحكام الفقهية.
من أشهر شروح صحيح الإمام مسلم، واسمه: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للإمام يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676هـ، وهو شرح متوسط، جمع فيه مؤلفه بين أحكام الفقه ومعاني الحديث النبوي.
هو كتاب في الفقه الشافعي، ألفه الإمام النووي المتوفى 676 هـ، اختصر فيه كتاب: فتح العزيز بشرح الوجيز للرافعي المتوفى سنة 623 هـ، وقد سلك فيه الإمام النووي طريقة متوسطة بين المبالغة في الاختصار والإيضاح، كما حذف الأدلة في معظمه.
من أهم كتب السيرة النبوية ومصادرها الرئيسة، وهو كتاب ألفه أبو محمد عبد الملك بن هشام المتوفى سنة 218هـ، مهذبًا كتاب العلامة محمد بن إسحاق المتوفى سنة 151 هـ. وقد شرحها الإمام عبد الرحمن السهيلي في كتابه: الروض الأنف.
فصل قال صاحب " المنازل " : الحياء : من أول مدارج أهل الخصوص . يتولد من تعظيم منوط بود . إنما جعل الحياء من أول مدارج أهل الخصوص : لما فيه من ملاحظة حضور من يستحيي منه . وأول سلوك أهل الخصوص : أن يروا الحق سبحانه حاضرا معهم ، وعليه بناء سلوكهم . وقوله : إنه يتولد من تعظيم منوط بود . يعني : أن الحياء حالة حاصلة من امتزاج التعظيم بالمودة . فإذا اقترنا تولد بينهما الحياء . و الجنيد يقول : إن تولده...
الفصل الثالث مماذا تجب ؟ وأما مماذا تجب ؟ فإن قوما ذهبوا إلى أنها تجب إما من البر أو من التمر أو من الشعير أو من الأقط ، وأن ذلك على التخيير للذي تجب عليه ، وقوم ذهبوا إلى أن الواجب عليه هو غالب قوت البلد ، أو قوت المكلف إذا لم يقدر على قوت البلد ، وهو الذي حكاه عبد الوهاب عن المذهب . والسبب في اختلافهم : اختلافهم في مفهوم حديث أبي سعيد الخدري أنه قال : " كنا نخرج زكاة الفطر في عهد رسول...
فصل المعصية تجعل صاحبها من السفلة ومن عقوباتها : أنها تجعل صاحبها من السفلة بعد أن كان مهيئا لأن يكون من العلية ، فإن الله خلق خلقه قسمين : علية ، وسفلة ، وجعل عليين مستقر العلية ، وأسفل سافلين مستقر السفلة ، وجعل أهل طاعته الأعلين في الدنيا والآخرة ، وأهل معصيته الأسفلين في الدنيا والآخرة ، كما جعل أهل طاعته أكرم خلقه عليه ، وأهل معصيته أهون خلقه عليه ، وجعل العزة لهؤلاء ، والذلة والصغار لهؤلاء...
أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامُ السَّيِّدُ أَبُو الْفَضْلِ ، مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ ، الْهَاشِمِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ الْمُزَكِّي ، أَحَدُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ . سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو قَشْمَرْدَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيَّ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ أَيُّوبَ الرَّازِيَّ ، وَأَبَا مُسْلِمٍ الْكَجِّيَّ ، وَمُطَيَّنًا وَالْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيَّ ، وَخَلْقًا سِوَاهُمْ . وَعَنْهُ : الْحَاكِمُ -وَأَثْنَى عَلَيْهِ- وَيَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ ، وَآخَرُونَ . مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ . ... المزيد
الْقَاهِرُ بِاللَّهِ الْخَلِيفَةُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعْتَضِدِ بِاللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُوَفَّقِ طَلْحَةَ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ . اسْتُخْلِفَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةِ وَقْتَ مَصْرَعِ أَخِيهِ الْمُقْتَدِرِ . وَكَانَ أَسْمَرَ مَرْبُوعًا أَصْهَبَ الشَّعْرِ ، طَوِيلَ الْأَنْفِ ، فِيهِ شَرٌّ وَجَبَرُوتٌ وَطَيْشٌ . وَقَدْ كَانَ الْمُقْتَدِرُ خُلِعَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، فَبَايَعُوا الْقَاهِرَ هَذَا ، وَحَكَمَ ، ثُمَّ تَعَصَّبَ أَصْحَابُ الْمُقْتَدِرِ لَهُ ، وَأُعِيدَ بَعْدَ قَتْلِ جَمَاعَةً ، مِنْهُمْ : أَبُو الْهَيْجَاءِ بْنُ حَمْدَانَ ، وَعَفَا الْمُقْتَدِرُ عَنْ أَخِيهِ ، وَحَضَرَ بَيْنَ يَدَيْهِ بَاكِيًا . فَقَالَ : يَا أَخِي ، أَنْتَ لَا ذَنْبَ لَكَ . ثُمَّ بَايَعُوهُ بَعْدَ الْمُقْتَدِرِ ، فَصَادَرَ حَاشِيَةَ أَخِيهِ وَعَذَّبَهُمْ ، ... المزيد
السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ( ع ) ابْنُ سَعِيدِ بْنِ ثُمَامَةَ ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَبُو يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ الْمَدَنِيُّ ، ابْنُ أُخْتِ نَمِرٍ ، وَذَلِكَ شَيْءٌ عُرِفُوا بِهِ . وَكَانَ جَدُّهُ سَعِيدُ بْنُ ثُمَامَةَ حَلِيفَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ . قَالَ السَّائِبُ : حَجَّ بِي أَبِي مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ . قُلْتُ : لَهُ نَصِيبٌ مِنْ صُحْبَةٍ وَرِوَايَةٍ . حَدَّثَ عَنْهُ : الزُّهْرِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، وَالْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ ، وَعُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَوْفٍ ، وَآخَرُونَ . قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ ... المزيد
الْمَخْزُومِيُّ الْإِمَامُ الْعَدْلُ الْمُحَدِّثُ ظَهِيرُ الدِّينِ وَيُلَقَّبُ بِالْقَاضِي الْمُكَرَّمِ أَبِي الْمَعَالِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ يُوسُفَ الْمَخْزُومِيُّ الْمُغِيرِيُّ الْمِصْرِيُّ الشَّافِعِيُّ الشَّاهِدُ . وُلِدَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ . وَأَجَازَ لَهُ مِنْ بَغْدَادَ فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ ، وَعَبْدُ الْحَقِّ الْيُوسُفِيُّ ، وَمِنَ الْمَوْصِلِ خَطِيبُهَا أَبُو الْفَضْلِ الطُّوسِيُّ ، وَمِنْ دِمَشْقَ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ ، وَمِنَ الثَّغْرِ أَبُو الطَّاهِرِ السِّلَفِيُّ ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ ، كَعِيسَى الدُّوشَابِيِّ وَابْنِ شَاتِيلَ ، وَمُسْلِمِ بْنِ ثَابِتٍ ، وَأَبِي شَاكِرٍ السَّقَلَاطُونِيِّ . وَسَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَرِّيٍّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرَّحْبِيِّ ، وَالْبُوصِيرِيِّ ... المزيد
عَبْدُ الْحَمِيدِ ابْنُ عَبْدِ الرَّشِيدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بُنَيْمَانَ ، قَاضِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ بِبَغْدَادَ ، أَبُو بَكْرٍ الْهَمَذَانِيُّ الشَّافِعِيُّ . حَضَرَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ عَلَى جَدِّهِ الْحَافِظِ أَبِي الْعَلَاءِ الْعَطَّارِ " جَامِعَ مَعْمَرٍ " . وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنْ شُهْدَةَ وَابْنِ شَاتِيلَ . وَأُمُّهُ هِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ الْحَافِظِ . أَعَادَ بِالنِّظَامِيَّةِ ، وَنَابَ بِالْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ عَنْ أَخِيهِ الْقَاضِي عَلِيٍّ ، وَكَانَ صَالِحًا ، قَانِتًا . حَدَّثَ بِدِمَشْقَ بَعْدَ الْعِشْرِينَ ، وَنَزَلَ فِي الْغَزَالِيَّةِ ثُمَّ رَجَعَ فَوَلِيَ الْقَضَاءَ وَحُمِدَ فِيهِ . رَوَى عَنْهُ الشَّرِيشِيُّ ، وَابْنُ بَلْبَانَ ، وَالْخَطِيبُ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ شَمَائِلَ ، وَالشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ الْفَارُوثِيُّ . وَأَجَازَ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ ... المزيد
الْمَأْمُونُ مَلِكُ طُلَيْطِلَةَ أَبُو زَكَرِيَّا ; يَحْيَى بْنُ صَاحِبِ طُلَيْطِلَةَ الْأَمِيرِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَامِرِ بْنِ ذِي النُّونِ الْهَوَّارِيُّ ، الْأَنْدَلُسِيُّ . اسْتَوْلَى أَبُوهُ عَلَى الْبَلَدِ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، وَنَزَعُوا طَاعَةَ الْمَرْوَانِيَّةِ ، وَتَمَلَّكَ الْمَأْمُونُ بَعْدَ أَبِيهِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ فَامْتَدَّتْ أَيَّامُهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً ، عَاكِفًا عَلَى اللَّذَّاتِ وَالْخَلَاعَةِ ، وَصَادَرَ الرَّعِيَّةَ ، وَهَادَنَ الْعَدُوَّ ، وَقَدِمَ الْأَطْرَافَ ، فَطَمِعَتْ فِيهِ الْفِرِنْجُ ، بَلْ فِي الْأَنْدَلُسِ ; وَأَخَذَتْ عِدَّةَ حُصُونٍ إِلَى أَنْ أَخَذُوا مِنْهُمْ طُلَيْطِلَةَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، وَجَعَلُوهَا دَارَ مُلْكِهِمْ -فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ ... المزيد
المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب ، كان والده الأمير أبو عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن عنزة بن عوف بن ثقيف قد أسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم نعلم له صحبة . استعمله عمر بن الخطاب على جيش ، فغزا العراق ، وإليه تنسب [ ص: 539 ] وقعة جسر أبي عبيد . ونشأ المختار ، فكان من كبراء ثقيف ، وذوي الرأي ، والفصاحة ، والشجاعة ، والدهاء ، وقلة الدين ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يكون في ثقيف كذاب ومبير فكان الكذاب هذا ، ادعى أن الوحي يأتيه ، وأنه يعلم الغيب ، وكان المبير الحجاج ، قبحهما الله . قال أحمد في " مسنده " : حدثنا ابن عمير ، حدثنا عيسى بن عمر حدثنا السدي ، عن رفاعة الفتياني قال : دخلت على المختار ، فألقى لي وسادة ، وقال : لولا أن جبريل قام عن هذه ، لألقيتها لك ، فأردت أن أضرب عنقه ، فذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أيما مؤمن أمن مؤمنا على دمه فقتله ، فأنا من القاتل بريء . وروى مجالد ، عن الشعبي قال : أقرأني الأحنف كتاب المختار إليه يزعم أنه نبي ، وكان المختار قد سار من الطائف بعد مصرع الحسين إلى مكة ، فأتى ابن الزبير ، وكان قد طرد لشره إلى الطائف ، فأظهر المناصحة ، [ ص: 540 ] وتردد إلى ابن الحنفية ، فكانوا يسمعون منه ما ينكر . فلما مات يزيد ، استأذن ابن الزبير في الرواح إلى العراق ، فركن إليه ، وأذن له . وكتب إلى نائبه بالعراق عبد الله بن مطيع يوصيه به ، فكان يختلف إلى ابن مطيع ، ثم أخذ يعيب في الباطن ابن الزبير ، ويثني على ابن الحنفية ، ويدعو إليه ، وأخذ يشغب على ابن مطيع ، ويمكر ويكذب ، فاستغوى جماعة ، والتفت عليه الشيعة ، فخافه ابن مطيع ، وفر من الكوفة ، وتمكن هو ، ودعا ابن الزبير إلى مبايعة محمد ابن الحنفية ، فأبى ، فحصره ، وضيق عليه ، وتوعده ، فتألمت الشيعة له ، ورد المختار إلى مكة . ثم بعث معه ابن الزبير إبراهيم بن محمد بن طلحة على خراج الكوفة ، فقدم المختار وقد هاجت الشيعة للطلب بالثأر ، وعليهم سليمان بن صرد ، فأخذ المختار يفسدهم ، ويقول : إني جئت من قبل المهدي ابن الوصي ، يريد ابن الحنفية ، فتبعه خلق ، وقال : إن سليمان لا يصنع شيئا ، إنما يلقي بالناس إلى التهلكة ، ولا خبرة له بالحرب . وخاف عمر بن سعد بن أبي وقاص ، فذهب عبد الله بن يزيد الخطمي نائب ابن الزبير وإبراهيم بن محمد إلى ابن صرد فقالا : إنكم أحب أهل بلدنا إلينا ، فلا تفجعونا بأنفسكم ، ولا تنقصوا عددنا بخروجكم ، قفوا حتى نتهيأ . قال ابن صرد : قد خرجنا لأمر ولا نرانا إلا شاخصين . فسار ، ومعه كل مستميت ، ومروا بقبر الحسين ، فبكوا ، وأقاموا يوما عنده وقالوا : يا رب قد خذلناه ، فاغفر لنا ، وتب علينا ، ثم نزلوا قرقيسيا ، فتم المصاف بعين الوردة ، وقتل ابن صرد وعامة التوابين ، ومرض عبيد الله بالجزيرة ، فاشتغل بذلك وبقتال أهلها عن العراق سنة وحاصر الموصل . وأما المختار فسجن مدة ، ثم خرج ، فحاربه أهل الكوفة ، فقتل رفاعة بن شداد ، وعبد الله بن سعد ، وعدة . وغلب على الكوفة ، وهرب منه [ ص: 541 ] نائب ابن الزبير ، فقتل جماعة ممن قاتل الحسين ، وقتل الشمر بن ذي الجوشن ، وعمر بن سعد ، وقال : إن جبريل ينزل علي بالوحي ، واختلق كتابا عن ابن الحنفية إليه يأمره بنصر الشيعة ، وثار إبراهيم بن الأشتر في عشيرته ، فقتل صاحب الشرطة ، وسر به المختار ، وقوي ، وعسكروا بدير هند ، فحاربهم نائب ابن الزبير ، ثم ضعف واختفى ، وأخذ المختار في العدل ، وحسن السيرة . وبعث إلى النائب بمال ، وقال : اهرب . ووجد المختار في بيت المال سبعة آلاف ألف درهم ، فأنفق في جيشه ، وكتب إلى ابن الزبير : إني رأيت عاملك مداهنا لبني أمية ، فلم يسعني أن أقره ، فانخدع له ابن الزبير ، وكتب إليه بولاية الكوفة ، فجهز ابن الأشتر لحرب عبيد الله بن زياد في آخر سنة ست وستين ، ومعه كرسي على بغل أشهب . وقال المختار : هذا فيه سر ، وهو آية لكم ، كما كان التابوت لبني إسرائيل . فحفوا به يدعون ، فتألم ابن الأشتر ، وقال : اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا سنة بني إسرائيل إذ عكفوا على العجل . فعن طفيل بن جعدة بن هبيرة ، قال : كان لي جار زيات له كرسي ، فاحتجت فقلت للمختار : إني كنت أكتمك شيئا ، والآن أذكره . قال : وما هو ؟ قلت : كرسي كان أبي يجلس عليه ، كان يرى أن فيه أثارة من علم . قال : سبحان الله ! لم أخرته ؟ فجيء به وعليه ستر ، فأمر لي باثني عشر ألفا ، ودعا بالصلاة جامعة ، فاجتمعوا ، فقال : إنه لم يكن في الأمم الخالية أمر إلا وهو كائن فيكم ، وقد كان في بني إسرائيل التابوت ، وإن فينا [ ص: 542 ] مثله . اكشفوا هذا ، فكشفوا الأثواب ، وقامت السبائية . فرفعوا أيديهم ، فأنكر شبث بن ربعي ، فضرب ، فلما انتصروا على عبيد الله افتتنوا بالكرسي ، وتغالوا فيه ، فقلت : إنا لله ، وندمت . فلما زاد كلام الناس ، غيب . وكان المختار يربطهم بالمحال والكذب ، ويتألفهم بقتل النواصب . عن الشعبي قال : خرجت أنا وأبي مع المختار ، فقال لنا : أبشروا ، فإن شرطة الله قد حسوهم بالسيوف بقرب نصيبين . فدخلنا المدائن ، فوالله إنه ليخطبنا ، إذ جاءته البشرى بالنصر ، فقال : ألم أبشركم بهذا ؟ قالوا : بلى ، فقال لي همداني : أتؤمن الآن ؟ قلت : بماذا ؟ قال : بأن المختار يعلم الغيب ، ألم يقل لنا : إنهم هزموا ؟ قلت : إنما زعم أن ذلك بنصيبين ، وإنما وقع ذلك بالخازر من الموصل . قال : والله لا تؤمن يا شعبي حتى ترى العذاب الأليم . وقيل : كان رجل يقول : قد وضع لنا اليوم وحي ما سمع الناس بمثله فيه نبأ ما يكون . وعن موسى بن عامر قال : إنما كان يضع لهم عبد الله بن نوف ، يقول : إن المختار أمرني به ، ويتبرأ من ذلك المختار ، فقال سراقة البارقي : [ ص: 543 ] كفرت بوحيكم وجعلت نذرا علي هجاءكم حتى الممات أري عيني ما لم ترأياه كلانا عالم بالترهات ووقع المصاف ، فقتل ابن زياد ، قده ابن الأشتر نصفين . وكان بطل النخع ، وفارس اليمانية فدخل الموصل ، واستولى على الجزيرة . ثم وجه المختار أربعة آلاف فارس في نصر محمد ابن الحنفية ، فكلموا ابن الزبير ، وأخرجوه من الشعب ، وأقاموا في خدمته أشهرا ، حتى بلغهم قتل المختار ، فإن ابن الزبير علم مكره ، فندب لحربه أخاه مصعبا ، فقدم محمد بن الأشعث ، وشبث بن ربعي إلى البصرة يستصرخان الناس على الكذاب ، ثم التقى مصعب وجيش المختار ، فقتل ابن الأشعث ، وعبيد الله بن علي بن أبي طالب ، وانفل الكوفيون ، فحصرهم مصعب في دار الإمارة ، فكان المختار يبرز في فرسانه ، ويقاتل حتى قتله طريف الحنفي وأخوه طراف في رمضان سنة سبع وستين ، وأتيا برأسه مصعبا ، فوهبهما ثلاثين ألفا ، وقتل من الفريقين سبعمائة . وقيل : كان المختار في عشرين ألفا . ثم إن مصعبا أساء ، فأمن بقصر الإمارة خلقا ، ثم قتلهم غدرا ، وذبحت عمرة بنت النعمان بن بشير صبرا ؛ لأنها شهدت أن زوجها المختار عبد صالح . وأقبل في نجدة مصعب المهلب بن أبي صفرة في الرجال والأموال ، ولما خذل المختار قال لصاحبه : ما من الموت بد ، وحبذا مصارع الكرام . وقل عليه القوت في الحصار والماء ، وجاعوا في القصر ، فبرز المختار للموت في تسعة عشر مقاتلا . فقال المختار : أتؤمنوني ؟ قالوا : لا ، إلا على الحكم ، قال : لا أحكم في [ ص: 544 ] نفسي . وقاتل حتى قتل ، وأمكن أهل القصر من أنفسهم ، فبعث إليهم عباد بن حصين ، فكان يخرجهم مكتفين ، ويقتلهم . فقال رجل لمصعب بن الزبير : الحمد لله الذي ابتلانا بالأسر ، وابتلاك أن تعفو ، وهما منزلتان إحداهما رضى الله والأخرى سخطه ، من عفا ، عفا الله عنه ، ومن قتل ، لم يأمن القصاص ، نحن أهل قبلتكم وعلى ملتكم ، لسنا تركا ولا ديلما ، قاتلنا إخواننا كما اقتتل أهل الشام بينهم ، ثم اصطلحوا ، وقد ملكتم فأسجحوا ، فرق مصعب ، وهم أن يدعهم ، فوثب عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ، وقال : اخترنا أو اخترهم ، وقال آخر : قتل أبي في خمسمائة من همدان وتخليهم ؟ ! . وسمرت كف المختار إلى جانب المسجد . وروى إسحاق بن سعيد ، عن أبيه قال : جاء مصعب يزور ابن عمر ، فقال : أي عم اسألك عن قوم خلعوا الطاعة ، وقاتلوا حتى إذا غلبوا ، تحصنوا ، وطلبوا الأمان ، فأعطوا ، ثم قتلوا . قال : كم العدد ؟ قال : خمسة آلاف ، فسبح ابن عمر ، ثم قال : يا مصعب لو أن امرءا أتى ماشية الزبير ، فذبح منها خمسة آلاف شاة في غداة أكنت تعده مسرفا ؟ قال : نعم ، قال : فتراه إسرافا في البهائم . وقتلت من وحد الله . أما كان فيهم مكره أو جاهل ترجى توبته ، اصبب يا ابن أخي من الماء البارد ما استطعت في دنياك . وقد كان المختار معظما لابن عمر ينفذ إليه بالأموال ، وكان ابن عمر تحته صفية أخت المختار . ونشأ المختار بالمدينة يعرف بالميل إلى بني هاشم ، ثم سار إلى البصرة يظهر بها ذكر الحسين في أيام معاوية ، فأخبر به عبيد الله بن زياد ، فأمسك ، وضربه مائة ودرعه عباءة ، ونفاه إلى الطائف . فلما عاذ ابن الزبير بالبيت ، خرج إليه . |