[ ص: 476 ] سورة التغابن قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_29680_30451_30455_34091_29035nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه
قال الله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة : هي المصيبة تصيب الرجل، فيعلم أنها من عند الله . فيسلم لها ويرضى .
وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664690nindex.php?page=treesubj&link=19576_32024_19572_19624_29698 "إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي، فله الرضا، ومن سخط فله السخط "، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=911927 "أسألك الرضا بعد القضاء" .
ومما يدعو المؤمن إلى
nindex.php?page=treesubj&link=19627الرضا بالقضاء تحقيق إيمانه بمعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=703643 "لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له: إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن " . وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأله أن يوصيه وصية جامعة موجزة، فقال: [ ص: 477 ] "لا تتهم الله في قضائه " قال
nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء : إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : إن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط; فالراضي لا يتمنى غير ما هو عليه من شدة ورخاء . كذا روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وغيرهما . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز : أصبحت ومالي سرور إلا في مواضع القضاء والقدر .
فمن وصل إلى هذه الدرجة، كان عيشه كله في نعيم وسرور، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة قال بعض السلف: الحياة الطيبة: هي الرضا والقناعة . وقال عبد الواحد بن زيد: الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين .
وأهل الرضا تارة يلاحظون حكمة المبتلي وخيرته لعبده في البلاء، وأنه غير متهم في قضائه، وتارة يلاحظون ثواب الرضا بالقضاء، فينسيهم ألم المقضي به، وتارة يلاحظون عظمة المبتلي وجلاله وكماله، فيستغرقون في مشاهدة ذلك، حتى لا يشعروا بالألم، وهذا يصل إليه خواص أهل المعرفة والمحبة، حتى ربما تلذذوا بما أصابهم لملاحظتهم صدوره عن حبيبهم، كما قال بعضهم: أوجدهم في عذابه عذوبة . وسئل بعض التابعين عن حاله في مرضه، فقال: أحبه إلي .
وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=14479السري: هل يجد المحب ألم البلاء؟ فقال: لا . وقال بعضهم:
[ ص: 478 ] عذابه فيك عذب . وبعده فيك قرب وأنت عندي كروحي .
بل أنت منها أحب حسبي من الحب .
أني لما تحب أحب
[ ص: 476 ] سُورَةُ التَّغَابُنِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_28723_29680_30451_30455_34091_29035nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16588عَلْقَمَةُ : هِيَ الْمُصِيبَةُ تُصِيبُ الرَّجُلَ، فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ . فَيُسَلِّمُ لَهَا وَيَرْضَى .
وَخَرَّجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=664690nindex.php?page=treesubj&link=19576_32024_19572_19624_29698 "إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ، فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ "، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي دُعَائِهِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=911927 "أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ" .
وَمِمَّا يَدْعُو الْمُؤْمِنَ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=19627الرِّضَا بِالْقَضَاءِ تَحْقِيقُ إِيمَانِهِ بِمَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=703643 "لَا يَقْضِي اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ " . وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَسَأَلَهُ أَنْ يُوصِيَهُ وَصِيَّةً جَامِعَةً مُوجَزَةً، فَقَالَ: [ ص: 477 ] "لَا تَتَّهِمِ اللَّهَ فِي قَضَائِهِ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبُو الدَّرْدَاءِ : إِنَّ اللَّهَ إِذَا قَضَى قَضَاءً أَحَبَّ أَنْ يُرْضَى بِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : إِنَّ اللَّهَ بِقِسْطِهِ وَعَدْلِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَالْفَرَحَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا، وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحُزْنَ فِي الشَّكِّ وَالسَّخَطِ; فَالرَّاضِي لَا يَتَمَنَّى غَيْرَ مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ . كَذَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِمَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : أَصْبَحْتُ وَمَالِي سُرُورٌ إِلَّا فِي مَوَاضِعِ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ .
فَمَنْ وَصَلَ إِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ، كَانَ عَيْشُهُ كُلُّهُ فِي نَعِيمٍ وَسُرُورٍ، قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=97مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ: هِيَ الرِّضَا وَالْقَنَاعَةُ . وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: الرِّضَا بَابُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ وَجَنَّةُ الدُّنْيَا وَمُسْتَرَاحُ الْعَابِدِينَ .
وَأَهْلُ الرِّضَا تَارَةً يُلَاحِظُونَ حِكْمَةَ الْمُبْتَلِي وَخِيرَتَهُ لِعَبْدِهِ فِي الْبَلَاءِ، وَأَنَّهُ غَيْرُ مُتَّهَمٍ فِي قَضَائِهِ، وَتَارَةً يُلَاحِظُونَ ثَوَابَ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ، فَيُنْسِيهِمْ أَلَمَ الْمَقْضِيِّ بِهِ، وَتَارَةً يُلَاحِظُونَ عَظَمَةَ الْمُبْتَلِي وَجَلَالَهُ وَكَمَالَهُ، فَيَسْتَغْرِقُونَ فِي مُشَاهَدَةِ ذَلِكَ، حَتَّى لَا يَشْعُرُوا بِالْأَلَمِ، وَهَذَا يَصِلُ إِلَيْهِ خَوَاصُّ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالْمَحَبَّةِ، حَتَّى رُبَّمَا تَلَذَّذُوا بِمَا أَصَابَهُمْ لِمُلَاحَظَتِهِمْ صُدُورَهُ عَنْ حَبِيبِهِمْ، كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ: أَوَجَدَهُمْ فِي عَذَابِهِ عُذُوبَةً . وَسُئِلَ بَعْضُ التَّابِعِينَ عَنْ حَالِهِ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ: أَحَبُّهُ إِلَيَّ .
وَسُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14479السَّرِيُّ: هَلْ يَجِدُ الْمُحِبُّ أَلَمَ الْبَلَاءِ؟ فَقَالَ: لَا . وَقَالَ بَعْضُهُمْ:
[ ص: 478 ] عَذَابُهُ فِيكَ عَذْبُ . وَبُعْدُهُ فِيكَ قُرْبُ وَأَنْتَ عِنْدِي كَرُوحِي .
بَلْ أَنْتَ مِنْهَا أَحَبُّ حَسْبِي مِنَ الْحُبِّ .
أَنِّي لِمَا تُحِبُّ أُحِبُّ