قوله تعالى: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل   إذا وفق الله عبدا: توكل بحفظه وكلاءته، وهدايته وإرشاده، وتوفيقه وتسديده . وإذا أخذله وكله إلى نفسه أو إلى غيره، ولهذا كانت هذه الكلمة: حسبنا الله ونعم الوكيل  كلمة عظيمة، وهي التي قالها إبراهيم  عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار، وقالها محمد  رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال له الناس: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل  وقالتها  عائشة  حين ركبت الناقة لما انقطعت عن الجيش، وهي كلمة المؤمنين . 
فمن حقق التوكل على الله لم يكله إلى غيره، وتولاه بنفسه . 
وحقيقة التوكل:  تكلة الأمور كلها إلى من هي بيده . فمن توكل على الله  [ ص: 272 ] في هدايته وحراسته وتوفيقه وتأييده ونصره ورزقه، وغير ذلك من مصالح دينه ودنياه تولى الله مصالحه كلها، فإنه تعالى ولي الذين آمنوا . وهذا هو حقيقة الوثوق برحمة الله كما في هذا الدعاء "فإني لا أثق إلا برحمتك " . 
فمن وثق برحمة ربه ولم يثق بغير رحمته، فقد حقق التوكل على ربه في توفيقه وتسديده، فهو جدير بأن يتكفل الله بحفظه، ولا يكله إلى نفسه . 
				
						
						
