والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون
أولئك هم المقابلون للذين أذعنوا للحق وعملوا عملا صالحا، وهؤلاء كذبوا بآيات الله، ويراد بالتكذيب للآيات الإعراض عن الأدلة القاطعة المثبتة لوحدانية الله تعالى من كونيات ظاهرة، ومعجزات قاهرة، وآيات قرآنية بينة واضحة باهرة، فلم يكن تكذيبهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقط، بل كان تكذيبهم للأدلة الواضحة التي تشبه الحس المرئي والبارز المحسوس، وهذه الآيات هي التي ساقها الله لهم، وهو خالق الكون ومدبره، وقال في عقوبتهم: يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون أي: يصيبهم العذاب بسبب فسقهم، أي: خروجهم عن الحق، وإنكارهم لا يوجب العقل الإيمان به، وأردفوا كذلك بفعل الموبقات، فإذا كان المؤمنون قد أذعنوا للحق، وزكوه بالعمل الصالح، فأولئك أنكروا الحق، ودعموا الإنكار بارتكاب الموبقات والزور من الأعمال، وعبر سبحانه عن إصابة العذاب وإدخالهم جهنم بـ: "يمسهم"؛ لأن موضع الإحساس بالألم هو الجلد، فمسه بالعذاب هو الإيلام الشديد، اللهم قنا عذاب النار.