قوله تعالى: الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم
240 - أخرج من طريق ابن جرير العوفي عن قال ابن عباس إن الله قذف الرعب في قلب يوم أحد بعد الذي كان منه فرجع إلى مكة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إن أبي سفيان قد أصاب منكم طرفا وقد رجع وقذف الله في قلبه الرعب وكانت وقعة أحد في شوال وكان التجار يقدمون أبا سفيان المدينة في ذي القعدة فينزلون ببدر الصغرى وإنهم قدموا بعد وقعة أحد وكان أصاب المؤمنين القرح واشتكوا ذلك فندب النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس لينطلقوا معه فجاء الشيطان فخوف أولياءه فقال إن الناس قد جمعوا لكم فأبى عليه الناس أن يتبعوه فقال إني ذاهب وإن لم يتبعني أحد فانتدب معه أبو بكر وعمر وعلي وعثمان والزبير وسعد وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان في سبعين رجلا فساروا في طلب وأبو عبيدة بن الجراح فطلبوه حتى بلغوا الصفراء فأنزل الله أبي سفيان الذين استجابوا لله والرسول
241 - وأخرج بسند صحيح عن الطبراني قال ابن عباس محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم بئسما صنعتم ارجعوا فسمع رسول الله فندب المسلمين فانتدبوا حتى بلغ حمراء الأسد أو بئر أبي عتية فأنزل الله الذين استجابوا لله والرسول الآية وقد كان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا فأنزل الله أبو سفيان فانقلبوا بنعمة من الله الآية [ ص: 62 ] لما رجع المشركون من أحد قالوا لا
242 - وأخرج عن ابن مردويه أبي رافع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وجه في نفر معه في طلب عليا فلقيهم أعرابي من أبي سفيان خزاعة فقال إن القوم قد جمعوا لكم قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فنزلت فيهم هذه الآية