قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين
432 - روى وغيره عن الترمذي ابن عباس يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي فحرمت علي اللحم فأنزل الله
433 - وأخرج من طريق ابن جرير العوفي عن أن رجالا من الصحابة منهم ابن عباس حرموا النساء واللحم على أنفسهم وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم لكي تنقطع الشهوة عنهم ويتفرغوا للعبادة فنزلت عثمان بن مظعون
434 - وأخرج نحو ذلك من مرسل عكرمة وأبي قلابة ومجاهد وأبي مالك والنخعي وغيرهم وفي رواية والسدي أنهم كانوا عشرة منهم السدي ابن مظعون وفي رواية وعلي بن أبي طالب منهم عكرمة ابن مظعون وعلي وابن مسعود والمقداد بن الأسود وفي رواية وسالم مولى أبي حذيفة منهم مجاهد ابن مظعون وعبد الله بن عمر
435 - وأخرج في تاريخه من طريق ابن عساكر السدي الصغير عن عن الكلبي أبي صالح عن قال نزلت هذه الآية في رهط من الصحابة منهم ابن عباس أبو بكر وعمر [ ص: 103 ] وعلي وابن مسعود وعثمان بن مظعون والمقداد بن الأسود توافقوا أن يجبوا أنفسهم ويعتزلوا النساء ولا يأكلوا لحما ولا دسما ويلبسوا المسوح ولا يأكلوا من الطعام إلا قوتا وأن يسيحوا في الأرض كهيئة الرهبان فنزلت وسالم مولى أبي حذيفة
436 - وروى عن ابن أبي حاتم زيد بن أسلم أن أضافه ضيف من أهله وهو عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم رجع إلى أهله فوجدهم لم يطعموا ضيفه انتظارا له فقال لامرأته حبست ضيفي من أجلي هو حرام علي فقالت امرأته هو علي حرام فقال الضيف هو علي حرام فلما رأى ذلك وضع يده وقال كلوا بسم الله ثم ذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر الذي كان منهم ثم أنزل الله عبد الله بن رواحة يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية