[ ص: 167 ] قوله تعالى: والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين (7) ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين
739 - أخرج من طريق البخاري عن عكرمة ابن عباس هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بشريك بن سحماء فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : البينة أو حد في ظهرك فقال يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: البينة أو حد في ظهرك فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فنزل جبريل فأنزل الله عليه والذين يرمون أزواجهم فقرأ حتى بلغ إن كان من الصادقين أن
740 - وأخرجه بلفظ: أحمد والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا قال وهو سيد سعد بن عبادة الأنصار أهكذا نزلت يا رسول الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا معشر الأنصار ألا تسمعون ما يقول سيدكم؟ قالوا يا رسول الله لا تلمه فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته فقال سعد : والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وأنها من الله ولكني تعجبت أني لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أنحيه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله لا آتي بهم حتى يقضي حاجته قال فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فجاء من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلا فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهجه حتى أصبح فغدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال له إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جاء به واشتد عليه واجتمعت الأنصار فقالوا: قد ابتلينا بما قال الآن يضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن عبادة هلال بن أمية ويبطل شهادته في الناس فقال هلال والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا فوالله إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يأمر بضربه فأنزل الله عليه الوحي فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي فنزلت والذين يرمون أزواجهم لما نزلت
741 - وأخرج مثله من حديث أبو يعلى أنس
742 - وأخرج الشيخان وغيرهما عن قال سهل بن سعد عويمر إلى عاصم بن عدي فقال اسأل لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع ؟ فسأل عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السائل فلقيه عويمر فقال ما صنعت؟ قال ما [ ص: 168 ] صنعت، إنك لم تأتني بخير، سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعاب السائل فقال عويمر فوالله لآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأسألنه فسأله فقال : إنه أنزل فيك وفي صاحبتك الآيات، الحديث جاء
قال الحافظ ابن حجر اختلف الأئمة في هذه المواضع فمنهم من رجح أنها نزلت في شأن عويمر ومنهم من رجح أنها نزلت في شأن هلال ومنهم من جمع بينهما بأن أول من وقع له ذلك هلال وصادف مجيء عويمر أيضا فنزلت في شأنهما معا وإلى هذا جنح النووي وتبعه الخطيب فقال لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد، قال الحافظ ابن حجر ويحتمل أن النزول سيق بسبب هلال فلما جاء عويمر ولم يكن له علم بما وقع لهلال أعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحكم ولهذا قال في قصة هلال فنزل جبريل وفي قصة عويمر قد أنزل الله فيك، فيؤول قوله قد أنزل الله فيك أي فيمن وقع له مثل ما وقع لك، وبهذا أجاب ابن الصباغ في الشامل وجنح إلى تجويز نزول الآية مرتين القرطبي
743 - وأخرج من طريق البزار زيد بن مطيع عن قال : حذيفة لو رأيت مع لأبي بكر أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به قال كنت فاعلا به شرا، قال وأنت يا قال كنت والله قاتله فنزلت عمر ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال الحافظ ابن حجر لا مانع من تعدد الأسباب