( وفي الجامع الصغير : لم يقسمها حتى يقيما البينة أنها لهما ) لاحتمال أن يكون لغيرهما ثم قيل هو قول أرض ادعاها رجلان وأقاما البينة أنها في أيديهما وأرادا القسمة [ ص: 433 ] وقيل قول الكل ، وهو الأصح لأن قسمة الحفظ في العقار غير محتاج إليه ، وقسمة الملك تفتقر إلى قيامه ولا ملك فامتنع الجواز قال ( وإذا أبي حنيفة قسمها القاضي بطلب الحاضرين وينصب وكيلا يقبض نصيب الغائب ، وكذا لو كان مكان الغائب صبي يقسم وينصب وصيا يقبض نصيبه ) لأن فيه نظرا للغائب والصغير ، ولا بد من إقامة البينة في هذه الصورة عنده أيضا خلافا لهما كما ذكرنا من قبل ( ولو كانوا مشترين لم يقسم مع غيبة أحدهم ) والفرق أن ملك الوارث ملك خلافة حتى يرد بالعيب ويرد عليه بالعيب فيما اشتراه المورث أو باع ويصير مغرورا بشراء المورث فانتصب أحدهما خصما عن الميت فيما في يده والآخر عن نفسه فصارت القسمة قضاء بحضرة المتخاصمين . حضر وارثان وأقاما البينة على الوفاة وعدد الورثة والدار في أيديهم ومعهم وارث غائب
أما الملك الثابت بالشراء ملك مبتدأ ولهذا لا يرد بالعيب على بائع بائعه [ ص: 434 ] فلا يصلح الحاضر خصما عن الغائب فوضح الفرق ( وإن كان العقار في يد الوارث الغائب أو شيء منه لم يقسم ، وكذا إذا كان في يد مودعه ، وكذا إذا كان في يد الصغير ) لأن القسمة قضاء على الغائب والصغير باستحقاق يدهما من غير خصم حاضر عنهما ، وأمين الخصم ليس بخصم عنه فيما يستحق عليه ، والقضاء من غير الخصم لا يجوز .
ولا فرق في هذا الفصل بين إقامة البينة وعدمها هو الصحيح كما أطلق في الكتاب قال ( وإن لم يقسم وإن أقام البينة ) لأنه لا بد من حضور خصمين ، لأن الواحد لا يصلح مخاصما ومخاصما ، وكذا مقاسما ومقاسما ، بخلاف ما إذا كان الحاضر اثنين على ما بينا ( ولو كان الحاضر كبيرا وصغيرا نصب القاضي عن الصغير وصيا وقسم إذا أقيمت البينة ، وكذا إذا حضر وارث واحد يقسمه ) لاجتماع الخصمين الكبير عن الميت والموصى له عن نفسه ، وكذا الوصي عن الصبي كأنه حضر بنفسه بعد البلوغ لقيامه مقامه حضر وارث كبير وموصى له بالثلث فيها وطلبا القسمة وأقاما البينة على الميراث والوصية