[ ص: 201 ] شرح إعراب سورة براءة
من ذلك قوله جل وعز براءة من الله [1]
رفع بالابتداء والخبر ( إلى الذين عاهدتم من المشركين ) وحسن الابتداء بالنكرة لأنها قد وصلت ويجوز أن ترفع براءة على أنها خبر ابتداء محذوف يقال برئت من العهد والدين والرجل براءة وبرأت من المرض أبرؤ ولا يعرف فعلت أفعل مما لامه همزة إلا هذا ويقال برئت من المرض أبرأ برءا وبروءا وبريت القلم وأبريت الناقة جعلت في أنفها برة وهي حلقة من حديد فإن كانت من خشب فهي خشاش وإن كانت من شعر فهي خزامة .
والوقف براءه بالهاء قال أرادوا أن يفرقوا بين هذه التاء والتاء التي هي من نفس الحرف نحو تاء ألقت ، قال : وزعم سيبويه أبو الخطاب أن ناسا من العرب يقولون طلحت كما فعلوا بتاء الجميع ( من الله ) فتحت النون لالتقاء الساكنين هذه اللغة الفصيحة وللنحويين فيها أقوال قال : أصل ( من ) منا حذفوا الألف وأبقوا الفتحة ، وقيل : كرهوا الجمع بين كسرتين فحركوها في أكثر المواضع بالفتح ، قال الكسائي : وأحسن ما قيل في هذا قول أبو جعفر قال لما كثر استعمالهم لها ولم يكن فعلا وكان الفتح أخف عليهم [ ص: 202 ] فتحوا وشبهوها بأين وكيف قال سيبويه وناس من العرب يكسرون فيقولون من الله على القياس ، قال سيبويه أبو حاتم : زعم هارون أن قرأ ( براءة من الله إلى الذين عاهدتم ) وإن شئت قلت عاهدتمو على الأصل والحذف لأن الواو ثقيلة . أبا عمرو بن العلاء