وهي الزكاة المفروضة فيما روي وفيها خمسة أوجه ، قال : الأجود أن تكون المخاطبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي فإنك تطهرهم وتزكيهم بها ويجوز أن يكون في موضع الحال ، قال أبو إسحاق : ويجوز أن تكون للصدقة ويكون ( الأخفش بها ) توكيدا ويجوز أن يكون تطهرهم للصدقة وتزكيهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - والوجه الخامس أن تجزم على جواب الأمر كما قال :
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان
( وصل عليهم ) فيه جوابان أحدهما أنه منسوخ بقوله جل وعز ولا تصل على أحد منهم مات أبدا والآخر أنه غير منسوخ وأن المعنى وادع لهم إذا جاءوك بالصدقات وكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل والعلماء على هذا ويدل عليه ( إن صلاتك [ ص: 234 ] سكن لهم ) أي إذا دعوت لهم حين يأتون بصدقاتهم سكن ذلك قلوبهم وفرحوا وبادروا رغبة في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وحكى أهل اللغة جميعا فيما علمناه أن الصلاة في كلام العرب الدعاء ومنه الصلاة على الجنازة .