مفعولان وكذا آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا [88] ( ربنا ليضلوا عن سبيلك ) لام كي وأصح ما قيل فيها ، وهو مذهب الخليل أنه لما آل أمرهم إلى هذا كان كأنه لهذا وسمي لام العاقبة أي لما كان عاقبة أمرهم قد آل إلى هذا كان بمنزلة ما كان الأول من أجله وقد زعم قوم أن المعنى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا لأن لا يضلوا عن سبيلك وحذف لا كما قال يبين الله لكم أن تضلوا والمعنى أن لا تضلوا ، قال وسيبويه : ظاهر هذا الجواب حسن إلا أن العرب لا تحذف لا مع أن فموه صاحب هذا الجواب بقوله - عز وجل - أن تضلوا ( أبو جعفر ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا ) وهذا أيضا من المشكل يقال كيف دعا عليهم وحكم الرسل صلى الله عليهم وسلم استدعاء إيمان قومهم فالجواب أن معنى اطمس على أموالهم عاقبهم على كفرهم بإهلاك أموالهم ، قال : معنى تطميس الشيء إذهابه عن صورته ( أبو إسحاق واشدد على قلوبهم ) قيل معناه غمهم عقوبة لهم ، وقيل : معناه صبرهم على ما لحقهم لا يخرجوا إلى موضع خصب لأن معنى شددت الشيء وربطته في اللغة ضيقته ( فلا يؤمنوا ) ليس بدعاء على قول قال هو معطوف على قوله ليضلوا ، وقال محمد بن يزيد الكسائي هو دعاء فهو في موضع جزم عندهما وأجاز وأبو عبيدة الأخفش أن يكون جوابا وأنشد والفراء : الفراء
[ ص: 267 ]
يا ناق سيري عنقا فسيحا إلى سليمان فنستريحا
فعلى هذا حذفت النون لأنه منصوب .