[ ص: 413 ] شرح إعراب سورة بني إسرائيل
بسم الله الرحمن الرحيم
روي طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - أنه قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن معنى : " سبحان الله " ، فقال : تنزيها لله من كل سوء . قال عن : شرح هذا أنه بمعنى تبعيد الله - جل وعز - عن كل ما نسبه إليه المشركون من الأنداد والأضداد والشركاء والأولاد ، ونصبه عند أبو جعفر الخليل - رحمهما الله - على المصدر ، أي : سبحت الله تسبيحا ، إلا أنه إذا أفرد كان معرفة منصوبا بغير تنوين ؛ لأن في آخره زائدتين وهو معرفة ، وحكى وسيبويه أن من العرب من ينكره فيصرفه . وحكى سيبويه في نصبه وجهين سوى هذا : أنه يكون نصبا على النداء ، أي : يا سبحان الله . والوجه الآخر : أن يكون غير موصوف . ( الذي ) في موضع خفض بالإضافة . وقال : سرى وأسرى لغتان معروفتان . ( أبو عبيد بعبده ليلا ) على الظرف ( من المسجد الحرام ) نعت للمسجد . وأصل الحرام المنع ، فالمسجد الحرام ممنوع الصيد فيه . قال : ويقال للحرم كله : مسجد . ( أبو إسحاق إلى المسجد الأقصى ) نعت له ، وكذلك ( الذي باركنا حوله ) قيل : معنى باركنا حوله : أن الأنبياء - عليهم السلام - الذين كانوا بعد موسى - صلى الله عليه وسلم - من بني إسرائيل كانوا ببيت المقدس وما حوله ، فبارك الله - جل وعز - في تلك المواضع بأن باعد الشرك منها ، [ ص: 414 ] ولهذا سمي ببيت المقدس ؛ لأنه قدس أي طهر من الشرك . ( لنريه ) نصب بلام كي ، وهي بدل من " أن " وأصلها لام الخفض .