حكيت فيه ستة أوجه : ( شهر رمضان ) قراءة العامة . وقرأ ، مجاهد ( شهر رمضان ) بالنصب . وحكي عن وشهر بن حوشب : ، الحسن إدغام الراء في الراء ، وهذا لا يجوز لئلا يجتمع ساكنان . والقراءة الرابعة الإخفاء . والوجه الخامس أن تقلب حركة الراء على الهاء فتضم الهاء ، وهذا قول [ ص: 287 ] الكوفيين كما قال وأبي عمرو امرؤ القيس :
فمن كان ينسانا وحسن بلائنا فليس بناسينا على حالة بكر
ويجوز " شهر رمضان " من جهتين : إحداهما على قراءة من نصب فقلب حركة الراء على الهاء ، والأخرى على لغة من قال لحم ولحم ونهر ونهر . شهر رمضان رفع بالابتداء ، وخبره الذي أنـزل فيه القرآن ويجوز أن يكون " شهر " مرفوعا على إضمار ابتداء ، والتقدير : المفترض عليكم صومه شهر رمضان ، أو ذلك شهر رمضان ، أو الصوم أو الأيام . ورمضان لا ينصرف لأن النون فيه زائدة . ونصب شهر رمضان شاذ ، وقد قيل فيه أقوال : قال : المعنى : كتب عليكم الصيام وأن تصوموا شهر رمضان . قال الكسائي : أي كتب عليكم الصيام أي أن تصوموا شهر رمضان . قال الفراء : لا يجوز أن تنصب شهر رمضان بتصوموا ؛ لأنه يدخل في الصلة ثم يفرق بين الصلة والموصول ، وكذا إن نصبته بالصيام ، ولكن يجوز أن تنصبه على الإغراء أي الزموا شهر رمضان وصوموا شهر رمضان . وهذا بعيد أيضا لأنه لم يتقدم ذكر الشهر فيغرى به . أبو جعفر هدى للناس وبينات في موضع نصب على الحال من القرآن ، والقرآن اسم ما لم يسم فاعله . فمن شهد منكم الشهر يقال : ما الفائدة في هذا والحاضر والمسافر يشهدان الشهر ؟ فالجواب أن الشهر ليس بمفعول وإنما هو ظرف زمان ، والتقدير : فمن شهد منكم المصر في الشهر . وجواب آخر أن يكون التقدير : فمن شهد منكم الشهر غير مسافر ولا [ ص: 288 ] مريض فليصمه وقرأ : ( فليصمه ) وكان يكسر لام الأمر كانت مبتدأة أو كان قبلها شيء وهو الأصل ، ومن أسكن حذف الكسرة لأنها ثقيلة . الحسن ومن كان مريضا أو على سفر اسم " كان " فيها مضمر ، و " مريضا " خبره ، " أو على سفر " عطف أي أو مسافرا فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر واليسر واليسر لغتان وكذا العسر والعسر ولتكملوا العدة فيه خمسة أقوال : قال : هو معطوف أي : ويريد ولتكملوا العدة كما قال : يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم . وقال غيره : يريد الله هذا التخفيف لتكملوا العدة . وقيل : الواو مقحمة . وقال الأخفش : المعنى : ولتكملوا العدة فعل هذا . قال الفراء : وهذا قول حسن ، ومثله : أبو جعفر وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين أي : وليكون من الموقنين فعلنا ذلك . والقول الخامس ذكره إبراهيم بن السري قال : هو محمول على المعنى ، والتقدير : فعل الله ذلك ليسهل عليكم ولتكملوا العدة . قال : ومثله ما أنشده أبو إسحاق : سيبويه
بادت وغير آيهن مع البلى إلا رواكد جمرهن هباء
[ ص: 289 ]
ومشجج أما سواء قذاله فبدا وغير ساره المعزاء
لأن معنى " بادت إلا رواكد " بها رواكد ، فكأنه قال : وبها مشجج أو ثم مشجج . وقرأ ، الحسن ، والعاصمان ، وقتادة : ( ولتكملوا العدة ) ، واختار والأعرج : ( ولتكملوا ) لقوله : " اليوم أكملت لكم دينكم " قال الكسائي : هما لغتان بمعنى واحد ، كما قال : أبو جعفر فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ولا يجوز " ولتكملوا " بإسكان اللام . والفرق بين هذا وبين ما تقدم أن التقدير : " ولأن تكملوا العدة ؛ فلا يجوز حذف " أن " والكسرة ، ولتكبروا عطف عليه .