شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا [13]
"ما" في موضع نصب بشرع والذي أوحينا إليك عطف عليها وما وصينا في موضع نصب أيضا أي وشرع لكم (ما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) "أن" في موضع نصب على البدل من "ما" أي شرع لكم أن أقيموا الدين ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار مبتدأ أي هو وأن أقيموا الدين ويجوز أن يكون في موضع خفض على البدل من الهاء أي شرع لكم أن تقيموا لله الدين الذي ارتضاه ولا تتفرقوا فتؤمنوا ببعض الرسل وتكفروا ببعض فهذا الذي شرع لكم لجميع الأنبياء صلوات الله عليهم أن يقيموا الدين الذي ارتضاه ، وهو الإسلام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم مقتدون بهم . وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أبي بكر " وعمر أي اعملوا كما يعملان من اتباع أمر الله جل وعز وترك خلاف ما أمروا به ، وليس معناه في كل مسألة "اقتدوا بالذين من [ ص: 75 ] بعدي أن أقيموا الدين جاز أن يكون أقيموا وهو أمر داخلا في الصلة لأن معناه كمعنى الفعل المضارع معناه أن تقيموا الدين فلا تتفرقوا فيه . ومذهب جماعة من أهل التفسير أن نوحا صلى الله عليه وسلم أول من جاء بالشريعة من تحريم الأمهات والبنات والأخوات والعمات ، وهذا القول داخل في معنى الأول كبر على المشركين ما تدعوهم إليه أي من إقامة الدين لله جل وعز وحده الله يجتبي إليه من يشاء أي من يشاء أن يجتبيه ثم حذف هذا ويهدي إليه من ينيب حذفت الضمة من يهدي لثقلها . وأناب رجع أي تاب .