ذلك الذي يبشر الله [23]
مبتدأ وخبره وقراءة الكوفيين (يبشر) ، وقد ذكرنا نظيره غير أن قرأ هذه وحده (يبشر) وقرأ غيره "يبشر" وأنكر هذا عليه قوم ، وقالوا : ليس بين هذا وبين غيره فرق ، والحجة له ذلك أنه لم يقرأ بشيء شاذ ولا بعيد في العربية ولكن لما كانتا لغتين فصيحتين لم يقتصر على أحدهما فيتوهم السامع أنه لا يجوز [ ص: 80 ] غيرها فجاء بهما جميعا ، وهكذا يفعل الحذاق . وفي القرآن نظيره مما قد اجتمع عليه وهو قوله جل وعز أبا عمرو بن العلاء فليملل وليه بالعدل من أمل يمل وفي موضع آخر فهي تملى عليه بكرة وأصيلا من أملى يملي . قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قال : قد ذكرنا معناه مستقصى . فأما الإعراب فهذا موضع ذكره "المودة" في موضع نصب لأنه استثناء ليس من الأول ، أبو جعفر يمثله بمعنى "لكن" ، وكذا قال وسيبويه ، قال : "أجرا" تمام الكلام كما قال جل وعز أبو إسحاق قل ما أسألكم عليه من أجر ولو لم يكن استثناء ليس من الأول كانت المودة بدلا من أجر ومن يقترف حسنة شرط يقال : اقترف وقرف إذا كسب ، وجواب الشرط . نـزد له فيها حسنا