اختلف النحويون في قوله ألقيا ، فقال قوم : هو مخاطبة للقرين أي يقال للقرين : ألقيا . فهذا قول الكسائي والفراء ، وزعم الفراء : أن العرب تخاطب الواحد بمخاطبة الاثنين فيقول : يا رجل قوما ، وأنشد :
[ ص: 228 ]
خليلي مرا بي على أم جندب لنقضي حاجات الفؤاد المعذب
وإنما خاطب واحدا واستدل على ذلك بقوله :
ألم تر أني كلما جئت طارقا وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
وقال قوم : "قرين" للجماعة والواحد والاثنين مثل ( والملائكة بعد ذلك ظهير ) . قال أبو جعفر : وحدثنا علي بن سليمان عن محمد بن يزيد عن بكر بن محمد المازني ، قال : العرب تقول للواحد : قوما على شرط إذا أرادت تكرير الفعل أي قم قم ، فجاءوا بالألف لتدل على هذا المعنى ، وكذا "ألقيا" وقول آخر : يكون مخاطبة لاثنين . قال عبد الرحمن بن زيد : معه السائق والحافظ جميعا . قال مجاهد وعكرمة : "العنيد" المجانب للحق والمعاند لله جل وعز . قال محمد بن يزيد : عنيد بمعنى معاند مثل ضجيع وجليس .


