يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة [6]
قال : أي إذا قمتم من النوم إلى الصلاة ، وقال غيره : في الكلام حذف ، أي : إذا قمتم إلى الصلاة وقد أحدثتم ، وقيل : كان واجبا أن يتهيأ للصلاة كل من قام إليها ثم نسخ ذلك ( زيد بن أسلم وامسحوا برءوسكم وأرجلكم ) فمن قرأ بالنصب جعله عطفا على الأول ، أي : واغسلوا أرجلكم ، وقد ذكرنا الخفض إلا أن الأخفش وأبا عبيدة يذهبان إلى أن الخفض على الجوار والمعنى للغسل ، قال : ومثله ( هذا جحر ضب خرب ( وهذا القول غلط عظيم لأن الجوار لا يجوز في الكلام أن يقاس عليه وإنما هو غلط ونظيره الإقواء ومن أحسن ما قيل أن المسح والغسل واجبان جميعا ، والمسح واجب على قراءة من قرأ بالخفض والغسل واجب على قراءة من قرأ بالنصب والقراءتان بمنزلة آيتين وفي الآية تقديم وتأخير - على قول بعضهم - قال : التقدير إذا قمتم إلى الصلاة أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ( الأخفش وإن كنتم جنبا ) أي : ذوي جنب لأن جنبا مصدر واحد فإن جمعته قلت جنوب وأجناب وجناب وحكى ثعلب ومحمد بن .
[ ص: 10 ] جرير أجنب الرجل وجنب واجتنب والمصدر الجنابة والأجناب ( فاطهروا ) والأصل فتطهروا فأدغمت التاء في الطاء ؛ لأنها من أصول الثنايا العليا وطرف اللسان وجيء بألف الوصل ليوصل إلى الساكن وقرأ ( أو جاء أحد منكم من الغيط ) ( الزهري ولكن يريد ليطهركم ) لام كي أي : إرادته ليطهركم من الذنوب ( وليتم نعمته عليكم ) بالثواب .