يا أيها الرسول بلغ ما أنـزل إليك من ربك [67]
أي: كل ما أنزل من ربك ( وإن لم تفعل ) شرط وجوابه ( فما بلغت رسالاته ) هذه قراءة أهل المدينة، وقرأ وأهل أبو عمرو الكوفة ( رسالته ) على واحدة، والقراءتان حسنتان إلا أن الجمع أبين؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينزل عليه الوحي شيئا شيئا ثم يبينه ( والكسائي والله يعصمك من الناس ) وفي هذه الآية دلالة على دلالة على نبوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن الله - جل وعز - خبر أنه معصوم، ودلالة على رد قول من قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتم شيئا من أمر الدين تقية، لأن المعنى: بلغ كل ما أنزل إليك ظاهرا، ولولا هذا ما كان في قوله - جل وعز - ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته ) فائدة. أنه لم يسر إلى أحد شيئا من أمر الدين؛