فبدل الذين ظلموا [ 59 ]
في موضع رفع بالفعل ( قولا ) مفعول ( غير الذي ) نعت له . وقرأ : ( يفسقون ) بكسر السين يقال : فسق يفسق فهو فاسق عن الشيء إذا خرج عنه ، فإذا قلت فاسق ولم تقل عن كذا ؛ فمعناه خارج عن طاعة الله - جل وعز - . الأعمش
وفي " نغفر لكم خطاياكم " كلام يغمض من العربية سنشرحه - إن شاء الله - .
فمن ذلك : قول رحمه الله : الأصل في جمع " خطيئة " أن تقول : " خطايئ " ، ثم قلب فقيل : " خطاءي " بهمزة بعدها ياء ، ثم تبدل من الياء ألفا بدلا لازما فتقول : " خطاءى " ، وقد كان هذا البدل يجوز في غير هذا القول " عذارى " ، إلا أنه زعم ههنا تخفيفا ، فلما اجتمعت ألفان بينهما همزة ، والهمزة من جنس الألف ، صرت كأنك قد جمعت بين ثلاث ألفات ، فأبدلت من الهمزة ياءا ، فقلت : " خطايا " . الخليل
وأما فمذهبه أن الأصل خطايئ [ ص: 230 ] مثل الأول ، ثم وجب عنده أن تهمز الياء كما همزتها في " مدائن " فتقول : " خطائي " ، ولا تجتمع همزتان في كلمة ، فأبدلت من الثانية ياء فقلت : " خطاءي " ، ثم عملت كما عملت في الأول . سيبويه
وقال : خطايا جمع خطية بلا همز ، كما تقول : هدية وهدايا . قال : ولو جمعت خطيئة مهموزة لقلت : " خطائئ . وقال الفراء : لو جمعتها مهموزة لأدغمت الهمزة في الهمزة كما قلت : " دواب " . وقرأ الكسائي : ( تغفر لكم خطاياكم ) فأنث على الجماعة . وقرأ مجاهد الحسن وعاصم الجحدري : ( تغفر لكم خطيئتكم ) . والبين : ( نغفر لكم ) لأن بعده ( وسنزيد ) بالنون ، و " خطاياكم " اتباعا للسواد ، وأنه على بابه .