[ ص: 248 ] فالمثل مرفوع على الابتداء وإنما هو تفسير الوصية كما قال: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم) فسر الوعد يقول: "هكذا وعدهم" أي: قال "لهم مغفرة". قال الشاعر: [ ]: الفرزدق
(175) عشية ما ود ابن غراء أمه لها من سوانا إذ دعا أبوان
قال: (فإن كن نساء) فترك الكلام الأول وقال "إذ كن المتروكات نساء" نصب وكذلك: (وإن كانت واحدة) .وقال: (ولأبويه لكل واحد منهما السدس) فهذه الهاء التي في "أبويه" ضمير الميت لأنه لما قال: (يوصيكم الله في أولادكم) كان المعنى: يوصي الله الميت قبل موته بأن عليه لأبويه كذا ولولده كذا. أي: فلا يأخذن إلا ماله.
وقال: (فإن كان له إخوة) فيذكرون أن الإخوة اثنان ومثله "إنا فعلنا" وأنتما اثنان، وقد يشبه ما كان من شيئين وليس مثله، ولكن اثنين قد جعل جماعة قول الله عز وجل: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) وقال: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) وذلك أن في كلام العرب أن كل شيئين من شيء فهو جماعة وقد يكون اثنين في الشعر [قال ]: الفرزدق
[ ص: 249 ]
(176) بما في فؤادينا من الشوق والهوى فيجبر منهاض الفؤاد المسقف
(177) هما نفثا في في من فمويهما على النابح العاوي أشد لجام
(178) لا تنكر القتل وقد سبينا في حلقكم عظم وقد شجينا
(179) كلوا في بعض بطنكم تعفوا فإن زمانكم زمن خميص