وقيل في الحرف الذي من قبل حسبما اليوم عليه الشكل
ذكر في هذا البيت أن في المنون الذي يوقف عليه بالألف قولا آخر، وهو وضع علامتي الحركة والتنوين على الحرف المحرك الذي قبل الألف المرسومة في نحو: "عليما"، وقبل الألف الملحقة بالحمراء في نحو "ماء"، وقبل الألف المرسومة ياء في نحو: "مفترى"، وهذا القول مقابل للقول الذي قدمه وهو وضع علامتي الحركة والتنوين على الألف المرسومة في نحو: "عليما" وعلى الملحقة في نحو: "ماء" وعلى الياء في نحو؛ "مفترى" وهذا القول الذي قدمه هو الذي عليه نقاط المدينة والكوفة والبصرة، واختاره الشيخان، وجرى به عمل الجمهور وعليه عملنا الآن، ووجهه أن الألف الموقوف عليها لما لم توجد في الوصل خيف أن يتوهم زيادتها في الرسم، فوضعت علامة التنوين عليها إشارة إلى أنها مبدلة من التنوين، واستدعى التنوين وضع الفتحة معه على الألف لملازمته للحركة، بحيث لا يأتي إلا بعدها كما تقدم، فلذلك وضعت العلامتان معا على الألف أو ما يقوم مقامها، والقول الذي ذكره الناظم في هذا البيت هو قول الخليل واختاره بعضهم، وأشار الناظم بقوله: "حسبما اليوم عليه الشكل" إلى جريان العمل به في زمانه، وبقي في المسألة قولان آخران: أحدهما وضع الحركة على حرفها، ووضع علامة التنوين على الألف أو ما يقوم مقامه، والقول الآخر وضع حركة الحرف عليه، ثم تعاد مع التنوين فيوضعان معا على الألف أو ما يقوم مقامه، ولم يذكر الناظم هذين القولين لضعفهما، وقوله: "في الحرف" خبر مبتدأ محذوف تقديره هما، و: "في" معنى "على"، وقوله: "حسبما" بفتح السين، وحسب بمعنى مثل، وسيبويه،