أقسام العام
والعام على ثلاثة أقسام :
الأول : الباقي على عمومه ، وقد قال القاضي جلال الدين البلقيني :
ومثاله عزيز ، إذ ما من عام إلا ويتخيل فيه التخصيص ، وذكر الزركشي في [ ص: 216 ] " البرهان " أنه كثير في القرآن . وأورد منه قوله تعالى : " والله بكل شيء " .
وقوله : حرمت عليكم أمهاتكم . فإنه لا خصوص فيها .
الثاني : العام المراد به الخصوص - كقوله تعالى : الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فالمراد بالناس الأولى نعيم بن مسعود ، والمراد بالناس الثانية لا العموم في كل منهما ، يدل على هذا قوله تعالى : أبو سفيان إنما ذلكم الشيطان ، فوقعت الإشارة بقوله : ذلكم إلى واحد بعينه ، ولو كان المعنى به جمعا لقال : " إنما أولئكم الشيطان " وكقوله تعالى : فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ، والمنادي جبرائيل كما في قراءة ، وقوله : ابن مسعود ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ، والمراد بالناس إبراهيم ، أو سائر العرب غير قريش .
الثالث : العام المخصوص - وأمثلته في القرآن كثيرة وستأتي .
ومنه قوله تعالى : وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر .
وقوله : ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا . "