فائدة قوله ( ) . [ ص: 124 ] وهذا المذهب [ مطلقا ] وعليه جماهير الأصحاب ، وقطعوا به . وقال في المنتخب : لا يلزم ثبات واحد لاثنين على الانفراد . وقال في عيون المسائل ، والنصيحة ، والنهاية ، والطريق الأقرب ، والهداية ، والمذهب ، والخلاصة ، والرعايتين ، والحاويين وغيرهم : يلزمه الثبات . وهو ظاهر كلام من أطلق . ونقله ولا يحل للمسلمين الفرار من صفهم إلا متحرفين لقتال ، أو متحيزين إلى فئة ، الأثرم وأبو طالب . وقال الشيخ تقي الدين : لا يخلو : إما أن يكون قتال دفع أو طلب . فالأول : بأن يكون العدو كثيرا لا يطيقهم المسلمون . ويخافون أنهم إن انصرفوا عنهم عطفوا على من تخلف من المسلمين . فههنا صرح الأصحاب بوجوب بذل مهجهم في الدفع حتى يسلموا . ومثله : لو ، لكن إن انصرفوا استولوا على الحريم . والثاني : لا يخلو : إما أن يكون بعد المصافة أو قبلها . فقبلها وبعدها حين الشروع في القتال : هجم عدو على بلاد المسلمين والمقاتلة أقل من النصف . انتهى . يعني : ولو ظنوا التلف . [ إذا علمت ذلك ] فقال الأصحاب : التحرف أن ينحاز إلى موضع يكون القتال فيه أمكن ، مثل أن ينحاز من مقابلة الشمس أو الريح ، ومن نزول إلى علو ، ومن معطشة إلى ماء ، أو يفر بين أيديهم لينقض صفوفهم ، أو تنفر خيلهم من رجالتهم ، أو ليجد فيهم فرجة ، أو يستند إلى جبل ونحو ذلك مما جرت به عادة أهل الحرب . وقالوا في التحيز إلى فئة : سواء كانت قريبة أو بعيدة . لا يجوز الإدبار مطلقا إلا لتحرف أو تحيز