قوله ( والثاني : لغو اليمين . وهو أن يحلف على شيء يظنه . فيبين بخلافه ، فلا كفارة فيها ) . هذا المذهب . وعليه الأصحاب . وجزم به في الوجيز وغيره . وقدمه في الفروع وغيره .  وعنه    : فيه الكفارة وليس من لغو اليمين على ما يأتي . 
فائدة : قال في المحرر ، والحاوي الصغير ، والفروع ، وغيرهم : وإن عقدها يظن صدق نفسه . فبان بخلافه : فهو كمن حلف على مستقبل وفعله ناسيا    . [ قال في القواعد الأصولية : قال جماعة من أصحابنا : محل الروايتين في غير الطلاق والعتاق . أما الطلاق والعتاق : فيحنث جزما . وقال الشيخ تقي الدين  رحمه الله : الخلاف في مذهب  الإمام أحمد  رحمه الله في الجميع .  [ ص: 19 ] وقال في الفروع ، وغيره : وقطع جماعة فيما إذا عقدها يظن صدق نفسه . فبان بخلافه بحنثه . وقال الشيخ تقي الدين  رحمه الله : هذا ذهول ; لأن  أبا حنيفة   ومالكا  رحمهما الله يحنثان الناسي ولا يحنثان هذا ; لأن تلك اليمين انعقدت . وهذه لم تنعقد ] . 
وهذا الصحيح من المذهب . فيدخل في ذلك الطلاق والعتاق ، واليمين المكفرة . وتقدم ذلك في آخر تعليق الطلاق بالشروط ، فيما إذا حلف على شيء وفعله ناسيا : أن المذهب الحنث في الطلاق والعتاق . وعدمه في غيرهما . فكذا هنا ، الصحيح من المذهب : أنه إذا حلف يظن صدق نفسه ، فبان بخلافه    : يحنث في طلاق وعتاق . ولا يحنث في غيرهما . وقال في الفروع ، وغيره : وقطع جماعة بحنثه هنا في طلاق وعتق . زاد في التبصرة مثله في المسألة بعدها : وكل يمين ، مكفرة كاليمين بالله تعالى . قال الشيخ تقي الدين  رحمه الله : حتى عتق وطلاق . وهل فيهما لغو ؟ على قولين في مذهب  الإمام أحمد  رحمه الله . قال في الفروع : ومراده ما سبق . قال الشيخ تقي الدين  رحمه الله عن قول من قطع بحنثه في الطلاق والعتاق هنا : هو ذهول . بل فيه الروايتان . 
تنبيه : محل لمذهب . وعليه الأصحاب . وقطعوا به . وقال الشيخ تقي الدين  رحمه الله : وكذا لو عقدها في زمن مستقبل ظانا صدقه ، فلم يكن . كمن حلف على غيره يظن أنه يطيعه ، فلم يفعل ، أو ظن المحلوف عليه خلاف نية الحالف    . ونحو ذلك  [ ص: 20 ] وقال : إن المسألة على روايتين . كمن ظن امرأة أجنبية فطلقها . فبانت امرأته  ، ونحوها مما يتعارض فيه التعيين الظاهر والقصد . فلو كانت يمينه بطلاق ثلاث . ثم قال ( أنت طالق ) مقرا بها ، أو مؤكدا له  لم يقع . وإن كان منشئا : فقد أوقعه بمن يظنها أجنبية ففيها الخلاف . انتهى . ومثله في المستوعب وغيره بحلفه : أن المستقبل زيد . وما كان كذا ، وكان كذا فكمن فعل مستقبلا ناسيا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					