أبرأه من مائة وهو يعتقد أن لا شيء عليه وكان له عليه مائة ، وفي صحة الإبراء من شيء [ ص: 194 ] لا يعتقده وجهان ( م 23 )

[ ص: 194 ]

التالي السابق

عرض الحاشية

[ ص: 194 ] مَسْأَلَةٌ 23 ) قَوْلُهُ : وَفِي صِحَّةِ الْإِبْرَاءِ مِنْ شَيْءٍ لَا يَعْتَقِدُهُ وَجْهَانِ ، انْتَهَى . قَالَ الشَّيْخُ الْمُوَفَّقُ وَمَنْ تَابَعَهُ : قَالَ أَصْحَابُنَا : لَوْ أَبْرَأَهُ مِنْ مِائَةٍ وَهُوَ يَعْتَقِدُ أَنْ لَا شَيْءَ عَلَيْهِ وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ مِائَةٌ فَفِي صِحَّةِ الْبَرَاءَةِ وَجْهَانِ ، انْتَهَى . وَأَطْلَقَهُمَا فِي الْقَوَاعِدِ الْفِقْهِيَّةِ .

( أَحَدُهُمَا ) لَا يَصِحُّ ، صَحَّحَهُ فِي النَّظْمِ ( وَالْوَجْهُ الثَّانِي ) يَصِحُّ ، وَهُوَ قِيَاسُ الْأَصْلِ الَّذِي بَنَاهُ الشَّيْخُ الْمُوَفَّقُ وَغَيْرُهُ عَلَيْهِ .

( تَنْبِيهٌ ) قَالَ الشَّيْخُ الْمُوَفَّقُ : أَصْلُ الْوَجْهَيْنِ لَوْ بَاعَ مَالًا لِمُوَرِّثِهِ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ حَيٌّ وَكَانَ قَدْ مَاتَ وَانْتَقَلَ مِلْكُهُ إلَيْهِ ، فَهَلْ يَصِحُّ الْبَيْعُ ؟ فِيهِ وَجْهَانِ ، انْتَهَى ، وَأَدْخَلَهَا فِي الْقَوَاعِدِ فِي جُمْلَةِ مَنْ تَصَرَّفَ فِي شَيْءٍ يَظُنُّ أَنَّهُ لَا يَمْلِكُهُ فَتَبَيَّنَ أَنَّهُ كَانَ يَمْلِكُهُ

( قُلْت ) : الصَّحِيحُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ صِحَّةُ الْبَيْعِ ، صَحَّحَهُ فِي التَّلْخِيصِ وَغَيْرِهِ ، وَقَدَّمَهُ فِي الْمُغْنِي فِي بَابِ الرَّهْنِ وَغَيْرِهِ ، وَقَدْ أَطْلَقَ الْمُصَنِّفُ الْخِلَافَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فِي كِتَابِ الْبَيْعِ ، وَتَقَدَّمَ تَصْحِيحُ ذَلِكَ هُنَاكَ .

وَقَالَ الْقَاضِي : أَصْلُ الْوَجْهَيْنِ مَنْ بَاشَرَ امْرَأَةً بِالطَّلَاقِ يَظُنُّهَا أَجْنَبِيَّةً فَبَانَتْ امْرَأَتُهُ ، أَوْ وَاجَهَ بِالْعِتْقِ مَنْ يَعْتَقِدُهَا حُرَّةً فَبَانَتْ أَمَتُهُ ، انْتَهَى ، وَقَدْ أَطْلَقَ أَيْضًا الْمُصَنِّفُ الْخِلَافَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ عَلَى مَا يَأْتِي فِي بَابِ الشَّكِّ فِي الطَّلَاقِ ، وَأَنَّ الصَّحِيحَ أَنَّهُ لَا يَقَعُ

[ ص: 194 ] مسألة 23 ) قوله : وفي صحة الإبراء من شيء لا يعتقده وجهان ، انتهى . قال الشيخ الموفق ومن تابعه : قال أصحابنا : لو أبرأه من مائة وهو يعتقد أن لا شيء عليه وكان له عليه مائة ففي صحة البراءة وجهان ، انتهى . وأطلقهما في القواعد الفقهية .

( أحدهما ) لا يصح ، صححه في النظم ( والوجه الثاني ) يصح ، وهو قياس الأصل الذي بناه الشيخ الموفق وغيره عليه .

( تنبيه ) قال الشيخ الموفق : أصل الوجهين لو باع مالا لمورثه يعتقد أنه حي وكان قد مات وانتقل ملكه إليه ، فهل يصح البيع ؟ فيه وجهان ، انتهى ، وأدخلها في القواعد في جملة من تصرف في شيء يظن أنه لا يملكه فتبين أنه كان يملكه

( قلت ) : الصحيح في هذه المسألة صحة البيع ، صححه في التلخيص وغيره ، وقدمه في المغني في باب الرهن وغيره ، وقد أطلق المصنف الخلاف في هذه المسألة في كتاب البيع ، وتقدم تصحيح ذلك هناك .

وقال القاضي : أصل الوجهين من باشر امرأة بالطلاق يظنها أجنبية فبانت امرأته ، أو واجه بالعتق من يعتقدها حرة فبانت أمته ، انتهى ، وقد أطلق أيضا المصنف الخلاف في هذه المسألة على ما يأتي في باب الشك في الطلاق ، وأن الصحيح أنه لا يقع