فإن نشزت بأن منعته حقه أو أجابته متبرمة  وعظها ثم يهجرها في الكلام . 
وفي التبصرة والغنية والمحرر : والمضجع ، ثلاثة أيام ، وقد تقدم في كتاب الجنائز كلام  أحمد  بالهجر بالكلام فوق ثلاثة ، وذكره جماعة هناك ، { وقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم نساءه فلم يدخل عليهن شهرا   } ، متفق عليه . 
وفي الواضح يهجرها في الفراش ، فإن أضاف إليه الهجر في الكلام ودخوله وخروجه عليها جاز وكره ، ثم يضربها غير شديد ، عشرة فأقل ، ذكره أصحابنا وهو حسبه ، قاله في الانتصار ،  وعنه    : له ضربها أولا ،  ولأحمد   والبخاري   ومسلم  من  [ ص: 337 ] حديث  أبي هريرة    [ رضي الله عنه ] { إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع   } . ولا يملك تعزيرها في حق الله [ عز وجل ] . 
ونقل مهنا  هل يضربها على ترك زكاة ؟  قال : لا أدري . 
وفيه ضعف ، لأنه نقل  عنه    : يضربها على فرائض الله [ عز وجل ] ، قاله في الانتصار وذكر غيره : يملكه ، ولا ينبغي سؤاله لم ضربها ، قاله  أحمد    . 
وفي الترغيب وغيره : الأولى تركه إبقاء للمودة والأولى أن لا يتركه عن الصبي لإصلاحه ، 
وفي الصحيحين عن  عائشة  رضي الله عنها {   : ما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط إلا أن يجاهد   } .  ولمسلم  عنها ، { في خروجه عليه الصلاة والسلام في الليل إلى البقيع  وأخفاه منها : وخرجت في أثره فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات قالت : ثم انحرف فانحرفت ، فأسرع فأسرعت ، فهرول فهرولت ، فأحضر فأحضرت والإحضار العدو فسبقته فدخلت ، فدخل فقال ما لك يا  عائش  حشيا رابية ؟ قلت : لا شيء ،  [ ص: 338 ] قال لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير قلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، فأخبرته ، فلهدني في صدري أوجعتني ، ثم قال ظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟   } . 
حشيا بفتح الحاء المهملة وإسكان الشين المعجمة مقصور ، والحشا الربو والنهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه والمحتد في كلامه من ارتفاع النفس وتواتره ، ورابية أي مرتفعة البطن ، ولهدني بفتح الهاء والدال المهملة ، ويروى بالزاي ، وهما متقاربان ، يقال : لهده بتخفيف الهاء وتشديدها أي دفعه ويقال : لهزه أي ضربه بجميع كفه في صدره ، ويقرب منهما لكزه ووكزه . 
ويمنع منها من علم بمنعه حقها حتى يؤديه ، ويحسن عشرتها ، قال عليه السلام { خيركم خيركم لنسائهم وأنا خيركم لأهلي   } وفي الصحيحين من حديث  أبي هريرة    [ رضي الله عنه ] { استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته استمتعت بها وفيها عوج فاستوصوا بالنساء   }  ولمسلم    { وكسرها طلاقها   }  ولأحمد  من حديث سمرة    { فدارها تعش بها   } . 
ونقل عبد الله  عن أبيه : سمعت  [ ص: 339 ] القاضي ] أبا يوسف  يقول : خمسة تجب على الناس مداراتهم : الملك المسلط ، والقاضي المتأول ، والمريض ، والمرأة ، والعالم ليقتبس من علمه . فاستحسنت ذلك . 
ونقل صالح    : لا تغلوا في كل شيء حتى الحب والبغض ، ونقل المروزي    : من لم يقر بقليل ما يأتي به السفيه أقر بالكثير . 
وقال ابن الجوزي    : متى أمسك عن الجاهل عاد ما عنده من العقل موبخا له على قبح ما أتى به ، وأقبل عليه الخلق لائمين له على سوء أدبه في حق من لا يجيبه ، وما ندم حليم ولا ساكت . 
فإن شئت فاجعل سكوتك أجرا واحتقارا ، أو سببا لمعاونة الناس لك ولئلا تقع في إثم . ونقل ابن منصور    : حسن الخلق أن لا تغضب ولا تحتد ونقل أيضا : أن يحتمل من الناس ما يكون إليه . 
وقال ثعلب    : العرب  تقول : صبرك على أذى من تعرفه خير لك من استحداث من لا تعرفه . 
وكان شيخنا  يقول هذا المعنى ، وحدث رجل  لأحمد  ما قيل في العافية عشرة أجزاء ، تسعة منها في التغافل ، فقال  أحمد    : العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل . 
وفي السنن من أوجه عنه صلى الله عليه وسلم قال { لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها   } . 
 ولأحمد    : حدثنا يزيد  أنبأنا يحيى بن سعيد  عن بشير  عن يسار  عن { الحصين بن محصن  أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ذات  [ ص: 340 ] زوج أنت ؟ قالت : نعم ، قال فانظري أين أنت منه ، فإنما هو جنتك ونارك   } إسناده جيد . 
 ولابن ماجه  والترمذي  وحسنه من حديث  أم سلمة    { أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة   } 
وذكر  ابن عبد البر    : قال  عمر بن عبد العزيز    : أحب الأشياء إلى الله عز وجل أربعة : القصد عند الحدة ولعله الجدة قال : والعفو عند القدرة ، والحلم عند الغضب ، والرفق بعباد الله في كل حال . 
ولكل واحدة من هذه الأربعة فضائل مشهورة . 
قال  ابن عبد البر    : اجتمعت الحكماء على أربع كلمات وهي : لا تحملن على قلبك ما لا يطيق ولا تعمل عملا ليس لك فيه منفعة ، ولا تثقن بامرأة ، ولا تغتر بالمال وإن كثر . 
				
						
						
