في محاصرة العدو وفيهم المسلمون أسارى قلت : أرأيت لو أن قال : سمعت رجالا من المشركين في حصن من حصونهم حاصرهم أهل الإسلام ، وفيهم قوم من المسلمين أسارى في أيديهم أيحرق هذا الحصن وفيه هؤلاء الأسارى أو يغرق هذا الحصن ؟ وسئل عن مالكا ، قال : قال قوم من المشركين في البحر في مراكبهم أخذوا أسارى من المسلمين ، فأدركهم أهل الإسلام أرادوا أن [ ص: 513 ] يحرقوهم ومراكبهم بالنار ومعهم الأسارى في مراكبهم : لا أرى أن تلقى عليهم النار ونهى عن ذلك . وقال مالك : يقول الله تبارك وتعالى في كتابه لأهل مالك مكة : { لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما } أي إنما صرف النبي عن أهل مكة لما كان فيهم من المسلمين ولو تزيل الكفار عن المسلمين لعذب الذين كفروا أي هذا تأويله والله أعلم . سحنون ، عن الوليد عمن سمع الأوزاعي يقول في القوم من المسلمين يلقون سفينة من سفن العدو فيها سبي من المسلمين ؟ قال : يكف عن تحريقها ما كان فيها من أسارى المسلمين أحد .