قلت : فإن في قول كان هذا الحالف مريضا فحنث كيف يصنع ؟ مالك
قال : أرى إن كان مريضا قد يئس من البرء ، فسبيله سبيل الشيخ الكبير ، وإن كان مرضه مرضا يطمع بالبرء منه ، وهو ممن لو صح كان يجب عليه المشي ليس بشيخ كبير ولا امرأة ضعيفة فلينتظر حتى إذا صح وبرئ مشى إلا أن يكون يعلم أنه إن برئ وصح لا يقدر على أن يمشي أصلا الطريق كله ، فليمش ما أطاق ثم يركب ويهدي ولا شيء عليه وهذا رأيي .
قلت : أرأيت إن عجز عن المشي فركب ، كيف يحصي ما ركب في قول ؟ أعدد الأيام أم يحصي ذلك في ساعات النهار والليل أم يحفظ المواضع التي يركب فيها من الأرض ، فإذا رجع ثانية مشى ما ركب وركب ما مشى ؟ مالك
قال : إنما يأمره بأن يحفظ المواضع التي ركب فيها من الأرض ولا يلتفت إلى الأيام والليالي ، فإن عاد الثانية مشى تلك المواضع التي يركب فيها من الأرض . مالك
قلت : ولا يجزئه عند أن يركب يوما ويمشي يوما أو يمشي أياما ويركب أياما ، فإذا أعاد الثانية قضى عدد الأيام التي ركب فيها ؟ مالك
قال : لا يجزئه عند لأن هذا إذا كان هكذا يوشك أن يمشي في المكان الواحد المرتين جميعا ويركب في المكان الواحد مرتين جميعا ، فلا يتم المشي إلى مالك مكة فليس معنى قول على عدد الأيام وإنما هو على عدد المواضع من الأرض . مالك
قلت : والرجال والنساء في المشي سواء في قول ؟ مالك
قال : نعم ، قلت : أرأيت إن هو مشى حين حنث فعجز عن المشي فركب ، ثم رجع من قابل ليقضي ما ركب فيه ماشيا . فقوي على مشي الطريق كله ، أيجب عليه أن يمشي الطريق كله أم يمشي ما [ ص: 561 ] ركب ويركب ما مشى ؟
قال : ليس عليه أن يمشي الطريق كله ، ولكن عليه أن يمشي ما ركب ويركب ما مشى . قال : وهذا قول . مالك