قلت : أرأيت إن ؟ تزوج بنتا وتزوج أمها بعدها فبنى بالأم ولم يبن بالابنة
قال : يفرق بينه وبينهما عند ولا تحل له واحدة منهما أبدا ; لأن الأم قد دخل بها فصارت الربيبة محرمة عليه أبدا إذ الأم هي من أمهات نسائه ولا تحل له أبدا . مالك عن ابن وهب أنه سأل يونس عن رجل تزوج امرأة فلم يدخل بها ثم تزوج أخرى فإذا هي ابنتها ، قال : نرى أن يفرق بينه وبين ابنتها فإنه نكحها على أمها فإن لم يكن مس ابنتها أقرت عنده أمها ، فإن كان مسها فرق بينه وبين أمها لجمعه بينهما ، وقد نهى الله عن ذلك ، ولها مهرها بما استحل منها ، قال ابن شهاب وقال يونس يمسك الأولى فإن دخل بابنتها فارقهما جميعا ; لأن هاتين لا تصلح إحداهما مع الأخرى . [ ص: 195 ] ربيعة
قلت : في قول ومحمل الجدات وبنات البنات وبنات البنين هذا المحمل ؟ مالك
قال : نعم ، قال : وقال : كل امرأتين لا يحل لرجل أن يتزوج منهما واحدة بعد واحدة في النكاح الصحيح إذا دخل بالأولى فانظر : إذا تزوج واحدة بعد واحدة فاجتمعا في ملكه فوطئ الأولى منهما ، ففرق بينه وبين الآخرة جميعا ; وإن وطئ الآخرة منهما فرق بينه وبين الأولى والآخرة جميعا ، ثم إن أراد أن يخطب إحداهما فانظر إلى ما وصفت لك من أمر الأم والبنت فاحملهم على ذلك المحمل فإن كان وطئ الأم حرمت البنت أبدا وإن كان وطئ البنت ولم يطأ الأم لم تحرم عليه الأم ، فإن كان نكاح البنت أولا ثبت معها وفرق بينه وبين الأم ، فإن كان نكاح البنت آخرا فرق بينه وبينهما جميعا ، ثم يخطبها بعد ثلاث حيض أو بعد أن تضع حملها إن كان بها حمل مالك