[ ص: 552 ] كتاب المحاربين ما جاء في المحاربين قال : قلت سحنون لابن القاسم : أرأيت أهل الذمة وأهل الإسلام إذا حاربوا فأخافوا ولم يأخذوا مالا ولم يقتلوا فأخذوا ، كيف يصنع بهم الإمام في قول ؟ مالك
قال : قال : إذا أخافوا السبيل كان الإمام مخيرا إن شاء قتل وإن شاء قطع . قال مالك : ورب محارب لا يقتل وهو أخوف وأعظم فسادا في خوفه ممن قتل . مالك
قلت فإن أخذه الإمام وقد أخاف ولم يأخذ مالا ولم يقتل ، أيكون الإمام مخيرا فيه يرى في ذلك رأيه ، إن شاء قطع يده أو رجله وإن شاء قتله وصلبه أم لا يكون ذلك للإمام ؟
قال : قال : إذا مالك كان الإمام مخيرا . وتأول نصب وأخاف وحارب - وإن لم يقتل - هذه الآية قول الله تبارك وتعالى في كتابه : { مالك أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا } سورة المائدة قال : فقد جعل الله الفساد مثل القتل