قلت لابن القاسم : أرأيت لو أن ولبس الثياب مرة بعد مرة وتطيب مرة بعد مرة في مجالس شتى ، وحلق للأذى مرة بعد مرة وفعل مثل هذه الأشياء ثم جامع أيضا مرة بعد مرة ؟ رجلا أهل بالحج فجامع امرأته في حجه فأفسد حجه ، ثم أصاب صيدا بعد صيد
قال : قال : عليه لكل شيء أصاب مما وصفت ، الدم بعد الدم للطيب كلما تطيب به فعليه الفدية ، وإن بلغ عددا من الفدية ، وإن لبس الثياب مرة بعد مرة فكذلك أيضا وإن أصاب الصيد حكم عليه بجزاء كل صيد أصابه . مالك
قال : وقال : والجماع خلاف هذا ليس عليه في الجماع إلا دم واحد ، وإن أصاب النساء مرة بعد مرة امرأة واحدة كانت أو عددا من النساء ، فليس عليه في جماعه إياهن إلا كفارة واحدة دم واحد . [ ص: 409 ] قال : قال مالك : وإن هو أكرههن فعليه الكفارة لهن عن كل واحدة منهن كفارة كفارة ، وعن نفسه في جماعه إياهن كلهن كفارة واحدة . مالك
قال : وعليه أن يحجهن إذا كان أكرههن وإن كان قد طلقهن وتزوجن الأزواج بعده فعليه أن يحجهن .
قال : وإن كان لم يكرههن ولكنهن طاوعنه فعليهن على كل واحدة الكفارة والحج من قابل ، وعليه هو كفارة واحدة في جميع جماعه إياهن قلت مالك لابن القاسم : فما حجة في أن جعل عليه في كل شيء أصابه مرة بعد مرة كفارة بعد كفارة إلا في الجماع وحده ؟ مالك
قال : لأن حجه من ذلك الوجه فسد ، فلما فسد من وجه الجماع لم يكن عليه من ذلك الوجه إلا كفارة واحدة ، فأما سوى الجماع من لبس الثياب والطيب وإلقاء التفث وما أشبه هذا فليس من هذا الوجه فسد حجه ، فعليه لكل شيء يفعله من هذا كفارة بعد كفارة .
وسألت ابن القاسم عن بمكة وأهل ببعض الآفاق ، فيقدم مكة معتمرا في أشهر الحج ؟ قال : قال الرجل يكون له أهل : هذا من مشتبهات الأمور ، والاحتياط في ذلك أعجب إلي . مالك
قال ابن القاسم : كأنه رأى أن يهريق دما لمتعته ، قال : وذلك رأيي .