6959 - كان يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين (طس حل) عن ابن عمر. (ض)

التالي السابق

عرض الحاشية

(كَانَ يَبْعَثُ إِلَى الْمَطَاهِرِ) جَمْعِ مِطْهَرَةٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ: كُلُّ إِنَاءٍ يُتَطَهَّرُ مِنْهُ ، وَالْمُرَادُ هُنَا نَحْوُ الْحِيَاضِ وَالْفَسَاقِيِّ وَالْبِرَكِ الْمُعَدَّةِ لِلْوُضُوءِ (فَيُؤْتَى) إِلَيْهِ (بِالْمَاءِ) مِنْهَا (فَيَشْرَبُهُ) وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ (يَرْجُو بَرَكَةَ أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ) أَيْ يُؤَمِّلُ حُصُولَ بَرَكَةِ أَيْدِي الَّذِينَ تَطَهَّرُوا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ، وَهَذَا فَضْلٌ عَظِيمٌ وَفَخْرٌ جَسِيمٌ لِلْمُتَطَهِّرِينَ ، فَيَا لَهُ مِنْ شَرَفٍ مَا أَعْظَمَهُ ، كَيْفَ وَقَدْ نَصَّ اللَّهُ فِي التَّنْزِيلِ عَلَى مَحَبَّتِهِمْ صَرِيحًا حَيْثُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ وَهَذَا يَحْمِلُ مَنْ لَهُ أَدْنَى عَقْلٍ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَى إِدَامَةِ الْوُضُوءِ ، وَمِنْ ثَمَّ صَرَّحَ بَعْضُ أَجِلَّاءِ الشَّافِعِيَّةِ بِتَأَكُّدِ نَدْبِهِ ، وَأَمَّا الصُّوفِيَّةُ فَعِنْدَهُمْ وَاجِبٌ

(طس عَنِ ابْنِ عُمَرَ) بْنِ الْخَطَّابِ. قَالَ الْهَيْثَمِيُّ: رِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ ، وَمِنْهُمْ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ ، ثِقَةٌ نُسِبَ إِلَى الْإِرْجَاءِ.

(كان يبعث إلى المطاهر) جمع مطهرة بكسر الميم: كل إناء يتطهر منه ، والمراد هنا نحو الحياض والفساقي والبرك المعدة للوضوء (فيؤتى) إليه (بالماء) منها (فيشربه) وكان يفعل ذلك (يرجو بركة أيدي المسلمين) أي يؤمل حصول بركة أيدي الذين تطهروا من ذلك الماء ، وهذا فضل عظيم وفخر جسيم للمتطهرين ، فيا له من شرف ما أعظمه ، كيف وقد نص الله في التنزيل على محبتهم صريحا حيث قال: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وهذا يحمل من له أدنى عقل على المحافظة على إدامة الوضوء ، ومن ثم صرح بعض أجلاء الشافعية بتأكد ندبه ، وأما الصوفية فعندهم واجب

(طس عن ابن عمر) بن الخطاب. قال الهيثمي: رجاله موثقون ، ومنهم عبد العزيز بن أبي رواد ، ثقة نسب إلى الإرجاء.