1190  [  1452  ] أبنا  الربيع  أبنا  الشافعي،  أبنا  مالك،  عن  ابن شهاب ،  أنه سئل عن رضاعة الكبير ،  فقال : أخبرني  عروة بن الزبير ،  أن  أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة ،  وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان قد شهد بدرا  ، وكان قد تبنى الذي يقال له:  سالم مولى أبي حذيفة  كما تبنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  زيد بن حارثة ،  وأنكح  أبو حذيفة   سالما  وهو يرى أنه ابنه ، فأنكحه بنت أخيه فاطمة  [ ص: 56 ] بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة  ، وهي يومئذ من المهاجرين  الأول ، [وهي] يومئذ من أفضل أيامى قريش  ، فلما أنزل الله في  زيد بن حارثة  ما أنزل ، قال : ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين  رد كل واحد من أولئك تبنى إلى أبيه ، فإن لم يعلم أباه رده إلى الموالي ، فجاءت سهلة بنت سهيل  وهي امرأة أبي حذيفة  وهي من بني عامر بن لؤي  إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت : يا رسول الله ، كنا نرى  سالما  ولدا ، وكان يدخل علي وأنا فضل ، وليس لنا إلا بيت واحد ، فماذا ترى في شأنه ؟ 
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا- : "أرضعيه خمس رضعات فيحرم بلبنها" ، ففعلت ، وكانت تراه ابنا من الرضاعة ، فأخذت بذلك  عائشة  فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال ، فكانت تأمر أختها أم كلثوم  وبنات أختها يرضعن لها من أحبت أن يدخل عليها من الرجال والنساء ، وأبى سائر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس ، وقلن : ما نرى الذي أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهلة بنت سهيل  إلا رخصة في  سالم  وحده من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد ، فعلى هذا من الخبر كان أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في رضاعة الكبير  [ ص: 57 ]  . 
     	
		
				
						
						
