257 ص: فإن قال قائل: فقد روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ما يوافق ما قال أهل المقالة الأولى، فذكر:

ما حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو عمر ، قال: أبنا حماد بن سلمة، قال: أبنا سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي: " ، أن سلمان بن ربيعة الباهلي تزوج امرأة من بني عقيل ، فكان يأتيها فيلاعبها فيمذي، فسأل [عن] ذلك عمر بن الخطاب ، فقال: إذا وجدت الماء فاغسل فرجك وأنثييك، وتوضأ وضوءك للصلاة" .

قيل له: يحتمل أن يكون وجه ذلك أيضا ما صرفنا إليه وجه حديث رافع بن خديج . .

التالي السابق

الشرح

ش: تَوْجِيهُ السُّؤَالِ: أَنَّ قَوْلَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَدُلُّ عَلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: غَسْلُ الْفَرْجِ، وَغَسْلُ الْأُنْثَيَيْنِ، وَالْوُضُوءُ كَوُضُوءِ الصَّلَاةِ، وَهَذَا يُعَضِّدُ قَوْلَ أَهْلِ الْمَقَالَةِ الْأُولَى الَّذِينَ ذَهَبُوا إِلَى أَنَّ غَسْلَ الْمَذَاكِيرِ وَاجِبٌ إِذَا أَمْذَى وَإِذَا بَالَ .

[ ص: 430 ] وَالْجَوَابُ: أَنَّهُ يَحْتَمِلُ تَأْوِيلُ حَدِيثِ عُمَرَ نَحْوَ تَأْوِيلِ حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ الَّذِي مَضَى ذِكْرُهُ فِي أَوَّلِ الْبَابِ، بِأَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنْ غَسْلِ الْفَرْجِ وَالْأُنْثَيَيْنِ هُوَ لِأَنْ يَتَقَلَّصَ الْمَذْيُ، أَوِ الْمُرَادُ مِنْهُ غَسْلُ مَوْضِعِ الْإِصَابَةِ فَقَطْ، وَذِكْرُ الْأُنْثَيَيْنِ يَكُونُ لِاسْتِظْهَارِ الطَّهَارَةِ.

وَأَبُو بَكْرَةَ: هُوَ بَكَّارٌ الْقَاضِي

وَأَبُو عُمَرَ : هُوَ الْحَوْضِيُّ وَاسْمُهُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، شَيْخُ الْبُخَارِيِّ .

وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ.

وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ : اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلٍّ الْكُوفِيُّ ، رَوَى لَهُ الْجَمَاعَةُ.

وَسَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيُّ صَحَابِيٌّ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي التَّابِعِينَ.

"وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ": عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ... إِلَى آخِرِهِ نَحْوَهُ، وَلَكِنْ فِيهِ: "ثُمَّ أَتَيْتُ عُمَرَ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْكَ فِي ذَلِكَ غُسْلٌ" .

قَوْلُهُ: "مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ " بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الْقَافِ، وَهُمْ قَبِيلَةٌ كَبِيرَةٌ.

ش: توجيه السؤال: أن قول عمر - رضي الله عنه - يدل على ثلاثة أشياء: غسل الفرج، وغسل الأنثيين، والوضوء كوضوء الصلاة، وهذا يعضد قول أهل المقالة الأولى الذين ذهبوا إلى أن غسل المذاكير واجب إذا أمذى وإذا بال .

[ ص: 430 ] والجواب: أنه يحتمل تأويل حديث عمر نحو تأويل حديث رافع بن خديج الذي مضى ذكره في أول الباب، بأن يكون المراد من غسل الفرج والأنثيين هو لأن يتقلص المذي، أو المراد منه غسل موضع الإصابة فقط، وذكر الأنثيين يكون لاستظهار الطهارة.

وأبو بكرة: هو بكار القاضي

وأبو عمر : هو الحوضي واسمه حفص بن عمر ، شيخ البخاري .

وسليمان التيمي ، روى له الجماعة.

وأبو عثمان النهدي : اسمه عبد الرحمن بن مل الكوفي ، روى له الجماعة.

وسلمان بن ربيعة الباهلي صحابي، وذكره ابن حبان في التابعين.

"وأخرجه ابن أبي شيبة ": عن ابن علية ، عن سليمان التيمي ... إلى آخره نحوه، ولكن فيه: "ثم أتيت عمر فقال: ليس عليك في ذلك غسل" .

قوله: "من بني عقيل " بضم العين وفتح القاف، وهم قبيلة كبيرة.