6167  6168  6169 ص: واحتج أهل المقالة الأولى لقولهم أيضا : بما حدثنا  يونس  ، قال : أنا  أنس  ، قال : أخبرني  يحيى بن سعيد  ، عن  سليمان بن يسار : "  ، أن رجلين أتيا  عمر  ، -رضي الله عنه - كلاهما يدعي ولد امرأة ، فدعا لهما رجلا من بني كعب  ، قائما ، فنظر إليهما فقال لعمر   : -رضي الله عنه - : قد اشتركا فيه ، فضربه عمر  بالدرة ، ودعا المرأة فقال : أخبريني بخبرك ، فقالت : كان هذا -لأحد الرجلين - يأتيها وهي في إبل لأهلها فلا يفارقها حتى يطأ ويظن أن قد استمر بها حمل ثم ينصرف عنها ، فأهراقت عنه دما ، ثم خلفها هذا -تعني الآخر - فلا يفارقها حتى استمر بها حمل ، فلا تدري ممن هو ، فكبر الكعبي ،  ، فقال عمر   -رضي الله عنه - للغلام : "وال أيهما شئت "  . 
حدثنا  يونس  ، قال : أنا  ابن وهب  ، أن  مالكا  حدثنا ، عن  يحيى بن سعيد  ، عن  سليمان  ، مثله . 
حدثنا  بحر بن نصر  ، قال : ثنا  ابن وهب  ، قال : أخبرني  ابن أبي الزناد  ، عن  هشام بن عروة  ، عن أبيه ، عن يحيى بن حاطب  ، عن أبيه قال :  "أتى رجلان إلى  عمر بن الخطاب   -رضي الله عنه - يختصمان في غلام من ولادة الجاهلية ، يقول هذا : هو ابني ، 
 [ ص: 532 ] ويقول هذا : هو ابني ، فدعا لهما عمر   -رضي الله عنه - قائفا من بني المصطلق ،  ، فسأله عن الغلام ، فنظر إليه المصطلقي ، ثم نظر ، ثم قال لعمر   : -رضي الله عنه - : 
والذي أكرمك ، ليس لأحدهما ، قد اشتركا فيه جميعا ، فقام إليه عمر  بالدرة فضربه حتى اضطجع ، ثم قال : والله لقد ذهب بك النظر إلى غير مذهب ، ثم دعا أم الغلام فسألها ، فقالت : إن هذا -لأحد الرجلين - قد كان غلب على الناس حتى ولدت له أولادا ، ثم وقع بي على نحو ما كان يفعل ، فحملت فيما أرى ، فأصابتني هراقة من دم حتى وقع في نفسي أن لا شيء في بطني ، ثم إن هذا الآخر ، وقع بي فوالله ما أدري من أيهما هو ، فقال عمر   - رضي الله عنه - للغلام : اتبع أيهما شئت ، فاتبع أحدهما ، قال عبد الرحمن بن حاطب :   : فكأني أنظر إليه متبعا لأحدهما فذهب به ، فقال عمر   : - رضي الله عنه - : قاتل الله أخا بني المصطلق " .  
قالوا : ففي هذا الحديث أن عمر   - رضي الله عنه - حكم بالقافة  ، فقد وافق ما تأولنا من حديث مجزز المدلجي .   . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					