6110 - حدثنا فهد ، قال : ثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا عن شعيب بن أبي حمزة ، قال : أخبرني الزهري عمارة بن خزيمة الأنصاري أن عمه حدثه ، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :
فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي ، وأبطأ الأعرابي ؛ فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس لا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه ، حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبي صلى الله عليه وسلم .
فنادى الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقال : إن كنت مبتاعا لهذا الفرس فابتعه ، وإلا بعته .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي ؛ فقال : أوليس قد ابتعته منك ؟ فقال الأعرابي : لا والله ما بعتك .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بلى قد ابتعته منك .
فطفق الناس يلوون بالنبي صلى الله عليه وسلم والأعرابي ، وهما يتراجعان ، وطفق الأعرابي يقول : هلم شهيدا يشهد لك أني قد بايعتك ، ممن جاء من المسلمين ؛ قالوا للأعرابي : ويلك إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقول إلا حقا . حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومراجعة الأعرابي ، وهو يقول : هلم شهيدا يشهد لك أني قد بايعتك .
فقال خزيمة : أنا أشهد أنك قد بايعته .
فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة ؛ فقال : بم تشهد ؟ فقال : بتصديقك يا رسول الله .
فجعل رسول الله شهادة خزيمة بشهادة رجلين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه ليقبضه ثمن فرسه . .
فلما كان ذلك الشاهد الذي قد ذكرنا قد يجوز أن يكون هو فيكون المشهود له بشهادته وحده مستحقا لما شهد له كما يستحق غيره بالشاهدين مما شهدا له به ، فادعى المدعى عليه الخروج من ذلك الحق إلى المدعي ، فاستحلفه له النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، وأريد بنقل هذا الحديث ليعلم أن المدعي إذا أقام البينة على دعواه ، وادعى المدعى عليه الخروج من ذلك الحق إليه - أن عليه اليمين مع بينته . خزيمة بن ثابت
فهذه وجوه يحتملها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من قضائه باليمين مع الشاهد .
فلا ينبغي لأحد أن يأتي إلى خبر قد احتمل هذه التأويلات فيعطفه على أحدها بلا دليل يدله على ذلك [ ص: 147 ] من كتاب أو سنة أو إجماع ، ثم يزعم أن من خالف ذلك مخالف لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكيف يكون مخالفا لما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد تأول ذلك على معنى يحتمل ما قال ؟
بل ما خالف إلا تأويل مخالفه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يخالف شيئا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .