( قال ) ولو فهذان وجهان : أحدهما إن كانت قبلته مشرقا فغمت السماء سحابة ، أو أخطأ بدلالة ريح ، أو غيره ثم تجلت الشمس ، أو القمر ، أو النجوم فعلم أنه صلى مشرقا ، أو مغربا لم يعتد بما مضى من صلاته وسلم واستقبل القبلة على ما بان له ; لأنه على يقين من الخطأ في الأمر الأول فإن افتتح الصلاة على اجتهاده ثم رأى القبلة في غيره الكعبة في خلاف الموضع الذي صلى إليه فهو إن لم يرجع إلى يقين صواب عين الكعبة فقد رجع إلى يقين صواب جهتها وتبين خطأ جهته التي صلى إليها فحكمه حكم من صلى حيث يرى البيت مجتهدا ، ثم علم أنه أخطأ ( قال ) وكذلك إذا وعلى كل من أخطأ يقينا أن يرجع إليه ويقين الخطأ يوجد بالجهة وليس على من أخطأ غير يقين عين أن يرجع إليه ترك الشرق كله واستقبل ما بين المشرق والمغرب