جماع الديات فيما دون النفس ( قال ) رحمه الله تعالى : أخبرنا الشافعي عن مالك عن أبيه { عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم لعمرو بن حزم وفي الأنف إذا أوعي جدعا مائة من الإبل وفي المأمومة ثلث النفس وفي الجائفة مثلها وفي العين خمسون وفي اليد خمسون وفي الرجل خمسون وفي كل أصبع مما هنالك عشر من الإبل وفي السن خمس وفي الموضحة خمس } . باب دية الأنف أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم
( قال ) رحمه الله : وفيما الشافعي ففيه من الدية بحساب المارن إن قطع نصفه ففيه النصف أو ثلثه ففيه الثلث ( قال ) ويحسب بقياس مارن الأنف نفسه ولا يفضل واحدة من صفحتيه على واحدة ولا روثته على شيء لو قطع من مؤخره ولا الحاجز من منخريه منه على ما سواه ، وإن كان أوعيت الروثة إلا الحاجز كان فيما أوعيت سوى الحاجز من الدية بحساب ما ذهب منه وإذا قطع من المارن ففيه حكومة فإذا شق فلم يلتئم فتبين انفراجه أعطي من دية المارن بقدر ما ذهب منه وحكومة إن لم يذهب منه شيء ( قال ) قد روي عن شق في الأنف شق ثم التأم عن أبيه قال عند أبي كتاب عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه { ابن طاوس } ( قال وفي الأنف إذا قطع المارن مائة من الإبل ) حديث الشافعي في الأنف أبين من حديث آل حزم ومعلوم أن الأنف هو المارن ; لأنه غضروف يقدر على قطعه بلا قطع لغيره وأما العظم فلا يقدر على قطعه إلا بمؤنة وضرر على غيره من قطع أو كسر أو ألم شديد ( قال ابن طاوس ) ففي المارن الدية ومذهب من لقيت أن في المارن الدية وإذا الشافعي ففيه عقل تام كما يكون لو لم يعد ولو لم يلتئم ولو قطع بعض المارن فأبين فأعاده المجني عليه أو غيره فالتأم كان فيها حكومة ; لأنها لم تجدع إنما الجدع القطع ، وإذا قطعت منه قطعة فلم توعب وتدلت فأعيدت فالتأمت ففيه حكومة لا أرش تام ، ولو كانت الجناية عليه في هذا عمدا لم يكن فيه قود ولو خلق هكذا أو جني عليه فصار هكذا ، ثم قطع كانت فيه حكومة أكثر من حكومته إذا استحشف وما أصابه من هذا الاستحشاف وبقي [ ص: 128 ] بعضه دون بعض ففيه حكومة بقدر ما أصاب من الاستحشاف وإنما منعني أن أجعل استحشافه كشلل اليد أن في اليد منفعة تعمل وليس في الأنف أكثر من الجمال أو سد موضعه وأنه مجرى لما يخرج من الرأس ويدخل فيه فكل ذلك قائم فيه وإن كان قد نقص الانضمام أن يكون عونا على ما يدخل الرأس من السعوط ولم يجز أن يجعل فيه إذا استحشف ثم قطع الدية كاملة وقد جعلت في استحشافه حكومة وهو ناقص بما وصفت . الدية على المارن ضرب الأنف فاستحشف حتى لا يتحرك غضروفه ولا الحاجز بين منخريه ولا يلتقي منخراه
( قال ) رحمه الله تعالى : وإذا الشافعي كانت فيه حكومة مع دية المارن ، وكذلك لو قطع من العظم المتصل بالمارن شيء من المارن فإنما فيه حكومة ، وهكذا لو قطع دون المارن فصار جائفا وصار المارن منقطعا منه كانت فيه حكومة ، ولو قطع معه من محاجر العينين والحاجبين والجبهة شيء لا يوضح كانت فيه موضحة أو هشم كانت فيه هاشمة ، وكذلك منقلة ولو قطع ذلك قطعا كانت فيه حكومة أكثر من هذا كله ; لأنه أزيد من المنقلة ولا يبين أن يكون فيه مأمومة ; لأنه لا يصل إلى دماغ والوصول إلى الدماغ يقتل كما يكون وصول الجائفة إلى الجوف يقتل . . أوضح شيء مما قطع من جلده ولحمه