إذا كان العدو وجاه القبلة
( قال ) : رحمه الله تعالى أخبرنا الثقة عن الشافعي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد أبي عياش الزرقي قال صلى الله عليه وسلم { بعسفان ، وعلى المشركين يومئذ ، وهم بينه ، وبين القبلة فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فصففنا خلفه صفين ثم ركع فركعنا ثم رفع فرفعنا جميعا ثم سجد النبي صلى الله عليه وسلم والصف الذي يليه فلما رفعوا سجد الآخرون مكانهم ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد } ( قال : صلاة الخوف ) : أخبرنا الشافعي عن ابن عيينة عن أبي الزبير قال : صلاة الخوف نحو مما يصنع أمراؤكم . يعني ، والله تعالى أعلم هكذا ( قال جابر ) : الموضع الذي كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى هذه الصلاة والعدو صحراء ليس فيها شيء يواري العدو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان العدو مائتين على متون الخيل طليعة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في ألف وأربعمائة ، وكان لهم غير خائف لكثرة من معه ، وقلة العدو فكانوا لو حملوا أو تحرفوا للحمل لم يخف تحرفهم عليه ، وكانوا منه بعيدا لا يغيبون عن طرفه ، ولا سبيل لهم إليه يخفى عليهم فإذا كان هذا مجتمعا صلى الإمام بالناس هكذا ، وهو أن يصف الإمام ، والناس وراءه فيكبر ، ويكبرون معا ، ويركع ، ويركعون معا ثم يرفع فيرفعون معا ثم يسجد فيسجدون معا إلا صفا يليه أو بعض صف ينظرون العدو لا يحمل أو ينحرف إلى طريق يغيب عنه ، وهو ساجد فإذا رفع الإمام ، ومن سجد معه من سجودهم كله [ ص: 248 ] ونهضوا سجد الذين قاموا ينظرون الإمام ثم قاموا معه ثم ركع ، وركعوا معا ، ورفع ، ورفعوا معا ، وسجد ، وسجد معه الذين سجدوا معه أولا إلا صفا يحرسه منهم فإذا سجدوا سجدتين جلسوا للتشهد فسجد الذين حرسوا ثم تشهدوا ، وسلم الإمام ، ومن خلفه معا . الشافعي