( قال ) : وإن الشافعي لم يجزهم أن يصلوا جلوسا ، ولا غير مستقبلي القبلة ، ولا يومئون ، ولا تجوز لهم كان العدو يرونهم مطلين عليهم ، ودونهم خندق أو حصن أو قلعة أو جبل لا يناله العدو إلا بتكلف لا يغيب عن أبصار المسلمين أو أبصار الطائفة التي تحرسهم إلا في حال مناظرة العدو ، ومساواته ، وإطلاله ، وقربه حتى ينالهم سلاح إن أشرعها إليهم من الرمي والطعن ، والضرب ، ويكون حائل بينهم وبينه ، ولا تمنعهم طائفة حارسة لهم فإذا كان هكذا جاز لهم أن يصلوها رجالا ، وركبانا مستقبلي القبلة ، وغير مستقبليها ، وهذا من أكبر الخوف . الصلاة يومئون وجلوسا إلى غير القبلة