[ ص: 496 ] ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به الزهري
4188 - أخبرنا قال : حدثنا الحسن بن سفيان الشيباني قال : حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عمر بن يونس ، عن عكرمة بن عمار قال : حدثني سماك أبي زميل قال : حدثني عبد الله بن عباس رضوان الله عليه قال : عمر بن الخطاب : لأعلمن ذلك اليوم ، فدخلت على عمر عائشة ، فقلت : يا بنت ، لقد بلغ من شأنك أن تؤذي الله ورسوله ! قالت : ما لي وما لك يا أبي بكر ، عليك بعيبتك ، فدخلت على ابن الخطاب حفصة بنت عمر فقلت لها : يا [ ص: 497 ] حفصة لقد بلغ من شأنك أن تؤذي الله ورسوله ، ولقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ، ولولا أنا لطلقك ، فبكت أشد البكاء ، فقلت : أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : هو في خزانته في المشربة ، فدخلت فإذا أنا برباح غلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب ، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر ، فناديت : يا رباح ، استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلى الغرفة ، ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ، فقلت : يا رباح ، استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فإني أظن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن أني جئت من أجل حفصة ، والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها ، ورفعت صوتي ، فأومأ إلي بيده ، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو مضطجع على حصير ، قال : فجلست فإذا عليه إزار ليس عليه غيره ، وإذا الحصير قد أثر في جنبه ، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا بقبضة من شعير نحو الصاع ، ومثلها قرظ في ناحية الغرفة ، وإذا أفيق - قال أبو حفص : الأفيق : الإهاب الذي قد ذهب شعره ولم يدبغ - فابتدرت عيناي ، فقال : ما يبكيك يا ؟ قلت : يا نبي الله ، وما لي لا أبكي ، وهذا الحصير قد أثر في جنبك ، وهذه خزانتك ولا أرى فيها إلا ما أرى ، وذلك ابن الخطاب قيصر وكسرى في الثمار والأنهار ، وأنت رسول الله وصفوته ، وهذه خزانتك ! قال : يا ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ؟ قلت : بلى ، فدخلت عليه وأنا أرى في وجهه الغضب ، فقلت : يا رسول الله ، ما يشق عليك من شأن النساء ؟ فإن كنت [ ص: 498 ] طلقتهن ، فإن الله وملائكته ابن الخطاب وجبريل وميكائيل ، وأنا معك ، وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي ، وأنزلت هذه الآية آية التخيير : وأبو بكر عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ، وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه الآية ، وكانت عائشة وحفصة تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، أطلقتهن ؟ قال : لا ، قلت : يا رسول الله ، فأنزل فأخبرهن أنك لم تطلقهن ؟ قال : نعم إن شئت ، فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه ، وحتى كشر فضحك ، وكان من أحسن الناس ثغرا ، فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم ، ونزلت أتشبث بالجذع ، ونزل كما يمشي على الأرض ما يمسه بيده ، فقلت : يا رسول الله ، كنت في الغرفة تسعا وعشرين ، فقمت على باب المسجد ، فناديت بأعلى صوتي : لم يطلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه ، ونزلت هذه الآية : وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به إلى قوله لعلمه الذين يستنبطونه منهم فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر ، وأنزل الله آية التخيير لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت المسجد والناس ينكتون بالحصى ويقولون : طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب ، فقال .