أي بفروع الإسلام . كالصلاة والزكاة والصوم ونحوها عند الإمام ( والكفار مخاطبون بالفروع ) أحمد والشافعي والأشعرية وأبي بكر الرازي وظاهر مذهب والكرخي فيما حكاه مالك القاضي عبد الوهاب . وذلك لورود الآيات الشاملة لهم ، مثل قوله تعالى { وأبو الوليد الباجي يا أيها الناس اعبدوا ربكم } { يا عباد فاتقون } { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } { كتب عليكم الصيام } { ولله على الناس حج البيت } { يا بني آدم } { يا أولي الأبصار } ( ك ) ما أنهم مخاطبون ( بالإيمان ) والإسلام إجماعا لإمكان تحصيل الشرط ، وهو الإيمان وأيضا فقد ورد الوعيد على ذلك ومنه قوله تعالى { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب } أي : فوق عذاب الكفر . وذلك إنما هو على بقية عبادات الشرع .
واحتج في العدة والتمهيد بأن الكافر مخاطب بالإيمان ، وهو : شرط العبادة ومن خوطب بالشرط كالطهارة كان مخاطبا بالصلاة ، وكذا احتج بخطابه [ ص: 158 ] بصدق الرسل ، وهي مشروطة بمعرفة الله تعالى ، وهي على النظر ، وأن هذا لقوته مفسد لكل شبهة للخصم ( والفائدة ) أي ابن عقيل ( كثرة عقابهم في الآخرة ) لا المطالبة بفعل الفروع في الدنيا ، ولا قضاء ما فات منها . فائدة القول بأنهم مخاطبون بفروع الإسلام
قال النووي في شرح المهذب : اتفق أصحابنا على أن الكافر الأصلي لا تجب عليه الصلاة والصوم والحج وغيرها من فروع الإسلام ، والصحيح في كتب الأصول : أنه مخاطب بالفروع ، كما هو مخاطب بأصل الإيمان . قال : وليس هو مخالفا لما تقدم ، لأن المراد هناك غير المراد هنا ، فالمراد هناك : أنهم لا يطالبون بها في الدنيا مع كفرهم ، وإذا أسلم أحدهم لم يلزمه قضاء الماضي ، ولم يتعرضوا لعقاب الآخرة . ومرادهم في كتب الأصول : أنهم يعذبون عليها في الآخرة زيادة على عذاب الكفر . فيعذبون عليها وعلى الكفر جميعا ، لا على الكفر وحده ، ولم يتعرضوا للمطالبة في الدنيا . فذكروا في الأصول حكم طرف ، وفي الفروع حكم الطرف الآخر . انتهى . وعن الإمام رضي الله تعالى عنه : أنهم ليسوا بمخاطبين . أحمد
وعنه رواية ثالثة : أنهم مخاطبون بالنواهي دون الأوامر . وقيل : إنهم مخاطبون بما سوى الجهاد . وذكر بعضهم أيضا : أن من فوائد القول بأنهم مخاطبون بالفروع : تيسير الإسلام على الكافر ، والترغيب فيه ، والحكم بتخفيف العذاب عنه بفعل الخير وترك الشر إذا علم أنه مخاطب بها أو بفعلها