[ العبرة بالقصد لا بالألفاظ ]
ومن تدبر مصادر الشرع وموارده تبين له أن الشارع ألغى كالنائم والناسي والسكران والجاهل [ ص: 79 ] والمكره والمخطئ من شدة الفرح أو الغضب أو المرض ونحوهم ، ولم يكفر من الألفاظ التي لم يقصد المتكلم بها معانيها ، بل جرت على غير قصد منه " فكيف يعتبر الألفاظ التي يقطع بأن مراد قائلها خلافها ؟ ولهذا المعنى رد قال من شدة فرحه براحلته بعد يأسه منها : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ووصفهم بالخداع والكذب والاستهزاء ، وذمهم على أنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم وأن بواطنهم تخالف ظواهرهم ، وذم تعالى شهادة المنافقين ، وأخبر أن ذلك من أكبر المقت عنده ، ولعن من يقول ما لا يفعل اليهود إذ توسلوا بصورة عقد البيع على ما حرمه عليهم إلى أكل ثمنه ، وجعل أكل ثمنه لما كان هو المقصود بمنزلة أكله في نفسه .