[ ] مقابلة المكر بالمكر
المثال الخامس والتسعون : إذا كما يفعله المخادعون الماكرون فالحيلة أن يحتال لنفسه بأنواع من الحيل ، منها أن يضمن من يخاف منه الدرك ، ومنها : أن يشهد عليه أنه إن ادعى هو أو وكيله في الدار كانت دعوى باطلة ، وكل بينة يقيمها زور ، ومنها : أن يضمن الدرك لرجل معروف يتمكن من مطالبته . اشترى منه دارا ، وخاف احتيال البائع عليه بأن يكون قد ملكها لبعض ولده فيتركها في يده مدة ثم يدعيها عليه ويحسب سكناها بثمنها
ومنها : أن يجعل ثمنها أضعاف ما اشتراها به ، فإن استحقت رجع عليه بالثمن الذي أشهد به ، مثاله : أن يتفقا على أن الثمن ألف فيشتريها بعشرة آلاف ثم يبيعه بالعشرة آلاف سلعة ثم يشتريها منه بالألف ، وهي الثمن ، فيأخذ الألف ، ويشهد عليه أن الثمن عشرة آلاف ، وأنه قبضه ، وبرئ منه المشتري ، فإن استحقت رجع عليه بالعشرة آلاف ، وبالجملة فمقابلة الفاسد بالفاسد والمكر بالمكر والخداع بالخداع قد يكون حسنا ، بل مأمورا به ، وأقل درجاته أن يكون جائزا كما تقدم بيانه .