[ ص: 412 ] باب كراهة الخروج من بلد وقع به الوباء فرارا منه وكراهة القدوم عليه
1791 - قال تعالى : أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة . وقال تعالى : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة .
وعن رضي الله عنهما ابن عباس رضي الله عنه خرج إلى عمر بن الخطاب الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد - وأصحابه - فأخبروه أن الوباء قد وقع أبو عبيدة بن الجراح بالشام .
قال : فقال لي ابن عباس : ادع لي عمر المهاجرين الأولين فدعوتهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا ، فقال بعضهم : خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه ؟ وقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء . فقال : ارتفعوا عني . ثم قال : ادع لي الأنصار فدعوتهم فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال : ارتفعوا عني . ثم قال : ادع لي من كان هاهنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعوتهم فلم يختلف عليه منهم رجلان، فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء . فنادى رضي الله عنه في الناس : إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فقال عمر رضي الله عنه : أفرارا من قدر الله ؟ فقال أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ! ( وكان عمر يكره خلافه ) نعم، نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبل فهبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟ قال : فجاء عمر رضي الله عنه، وكان متغيبا في بعض حاجته، فقال : إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عبد الرحمن بن عوف . فحمد الله تعالى إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه رضي الله عنه وانصرف . عمر متفق عليه . أن
والعدوة : جانب الوادي .