[ ص: 274 ] أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله : "الناس" ههنا: النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاصة، عن ابن عباس وغيرهما، والمعنى: أنهم حسدوه على النبوة; يعني: ومجاهد اليهود
: (الناس) : العرب، حسدتهم قتادة اليهود على النبوة، فأعلم الله ـ تعالى ـ أنه قد آتى آل إبراهيم الكتاب والحكمة.
وآتيناهم ملكا عظيما يعني: النبوة، عن مجاهد والحسن.
: يعني: ملك ابن عباس سليمان، وعن أيضا: أن المعنى: أم يحسدون ابن عباس محمدا على ما أحل الله له من النساء، فيكون (الملك العظيم) على هذا: أنه أحل لداود تسعا وتسعين امرأة، ولسليمان أكثر من ذلك.
واختيار أن يكون المراد: ما أوتيه الطبري: سليمان من الملك، وتحليل النساء .
فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه : قال : الضمير في قوله: (فمنهم) : للذين قيل لهم: مجاهد آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم ; وهم أهل الكتاب، ثم أخبر أن [ ص: 275 ]
منهم من آمن به، ومنهم من صد عنه.
قيل: ولذلك لم ينفذ فيهم الوعيد الذي تقدم من قوله: من قبل أن نطمس وجوها وما بعده; لأنه إنما توعدهم به مع مقام جميعهم على الكفر.
و (الهاء) في (به) : للكتاب، وقيل: للنبي صلى الله عليه وسلم، وقيل : للخبر المتقدم ذكره، وقيل : لإبراهيم، والمعنى: فمن آل إبراهيم من آمن به، ومنهم من صد عنه، كما فعل بمحمد صلى الله عليه وسلم.
إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب قيل: معناه: أعدنا الجلد الأول جديدا; كقولك: (أبدلت خاتمي) ; إذا كسرته، وصنعت من فضته خاتما.
وقيل: تبدل الجلود جلودا أخر، والألم واقع على النفوس؟ [فتبديل
الجلود: زيادة في عذاب النفوس]، وقيل: يعني بـ (الجلود) : السرابيل.
: تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة، كلما أكلتهم; قيل لهم: الحسن
عودوا، فعادوا كما كانوا.
إذا احترقوا بدلت لهم جلود بيض; كالقراطيس. وقوله في ابن عمر: : صفة أهل الجنة وندخلهم ظلا ظليلا يعني : كثيفا، لا شمس فيه.
[ ص: 276 ] : وصف بأنه ظليل; لأنه لا يدخله ما يدخل ظل الدنيا من الحر، والسموم، وشبه ذلك. الحسن
ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا الآية. روي: أن هذا نزل في يهوديين تحاكما إلى كاهن، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أظهرهم. وقيل: في يهودي ومنافق، عن الشعبي، وقتادة.
اسم الكاهن : السدي: أبو بردة.
، ابن عباس ، وغيرهما: (الطاغوت) ههنا: ومجاهد كعب بن الأشرف. : احتكم المنافقون في القداح التي تضرب عند الأوثان، فنزلت الآية. الحسن
وقوله: رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا : قال دعا اليهودي المنافق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعاه المنافق إلى الضحاك: كعب بن الأشرف، وروي : أن هذا المنافق حكم عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم أبو بكر رضي الله عنه; فلم يرض بحكمهما، ثم جاء فأخبره بذلك، فقتله. عمر،