فاعلموا أن الله مولاكم أي: وليكم وناصركم، و (المولى): يكون المالك، ويكون الناصر، ويكون الحليف، ويكون ابن العم، ويكون المملوك. وقوله تعالى:
وقوله: يوم الفرقان يعني: يوم بدر.
يوم التقى الجمعان : جمع المؤمنين والكفار.
إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى يعني: عدوتي الوادي الذي نزل عليه المسلمون والمشركون، فـ {الدنيا}: كانت مما يلي المدينة، و {القصوى}: مما يلي مكة، و (العدوة): شفير الوادي.
والركب أسفل منكم يعني: ركب أبي سفيان، وكان -فيما روي- إلى [ ص: 187 ] ناحية ساحل البحر، ولا يقال: (الركب) إلا للذين على الإبل.
ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد أي: لو تواعدتم على الاجتماع من غير أن يوفقه الله تعالى؛ لاختلفتم بالعوائق المعترضة.
ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا أي: ليظهر دينه.
ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة يعني: بـ (البينة): إقامة الحجة والبرهان.
إذ يريكهم الله في منامك قليلا قيل: المعنى: اذكر إذ يريكهم الله.
وقيل: المعنى: لسميع ما يقولونه إذ يريكهم، عليم بما في نفوسكم.
: رآهم النبي صلى الله عليه وسلم في منامه قليلا، فقص ذلك على أصحابه، فثبتهم الله بذلك. مجاهد
: المعنى: إذ يريكهم الله بعينك التي تنام بها؛ فالمعنى على هذا: في موضع منامك. الحسن
[ ص: 188 ] ومعنى {لفشلتم}: لجبنتم، ولتنازعتم في الأمر أي: اختلفتم.
ولكن الله سلم أي: سلم المؤمنين من الفشل، عن ، وقيل: سلم للمؤمنين أمرهم حتى أظهره. ابن عباس
وقوله تعالى: وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم : هذا في اليقظة، وقد تقدم القول فيه في [آل عمران: 13].
قال : قلت لإنسان كان بجانبي يوم ابن مسعود بدر: أتراهم سبعين؟ فقال: هم نحو المئة.
ليقضي الله أمرا كان مفعولا : تكرر هذا؛ لأن المعنى في الأول: ليقضي الله أمرا كان مفعولا من اللقاء، والثاني: ليقضي الله أمرا كان مفعولا من قتل المشركين، وإعزاز الدين.