رزقه، وأجله، وشقاوته، وسعادته. الضحاك:
وحقيقته: ما يطير له من خير أو شر; فخوطبوا بما يعلمون من استعمالهم في التفاؤل سوانح الطير وبوارحها.
وخص (العنق) ; لأنه موضع القلادة والسمة، والتعاليق تستعمل فيه كثيرا.
وقوله تعالى: كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا أي: محاسبا يحسب عليك أعمالك، فلا تحتاج مع حسابه إلى شاهد.
قال سيقرأ يومئذ من لم يكن يقرأ. قتادة:
وقوله: من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه الآية:
قيل: إنها أبي سلمة بن الأسود وكان مؤمنا، وفي نزلت في الوليد بن المغيرة وكان كافرا، وكان يقول: اتبعوني وأنا أحمل أوزاركم.
وقوله: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا : روي عن أن الله تعالى يبعث يوم القيامة رسولا إلى أهل الفترة، والأبكم، والأخرس، والأصم; [ ص: 82 ] فيطيعه منهم من كان يريد أن يطيعه في الدنيا، وتلا الآية. أبي هريرة:
وقال غيره: إنما ذلك في الدنيا; والمعنى: وما كنا معذبين أحدا بالإهلاك حتى نبعث رسولا.
وقوله تعالى: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها أي: أمرناهم بالطاعة، ففسقوا، عن وغيره. ابن عباس،
المعنى: أكثرنا; يعني: {أمرنا} المقصور المخفف، وحكى نحوه قتادة: أبو زيد، وأنكره وأبو عبيدة، وقال: لا يقال من الكثرة إلا (آمرنا) بالمد، قال: وأصلها: (أمرنا) ; فخففت. الكسائي،
قال معنى {أمرنا} : سلطنا; أي: جعلنا لهم كثرة وسلطانا، وقيل: جعلناهم أمراء. ابن عباس:
ومن قرأ: {أمرنا} ; فهي لغة، ووجه تعدية (أمر) شبهه بـ(عمر) ; من حيث كانت الكثرة أقرب شيء إلى العمارة; فعدي كما عدي (عمر) .
ومن قرأ: {آمرنا} ; بالمد، فالمعنى: أكثرنا عددهم، وقال الحسن: [ ص: 83 ] أكثرنا فسادهم، وهو من قولهم: (أمر بنو فلان) ; إذا كثروا.
و (مترفوها) : مستكبروها، مجاهد: فساقها، وتقدم القول فيه.
وقوله تعالى: من كان يريد العاجلة الآية: أي: من يريدها، ولا يريد الآخرة، ولا يعمل لها.
وقوله: مذموما مدحورا أي: مذموم الأحوال والأعمال، وتقدم معنى {مدحورا} .
وقوله: ومن أراد الآخرة أي: ثوابها، وسعى لها سعيها ; أي: عمل لها عملها، ثم أخبر أن ذلك لا ينفع إلا مع الإيمان.
وقوله: كان سعيهم مشكورا : قال شكر الله تعالى حسناتهم، وتجاوز عن سيئاتهم. قتادة:
كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك : أعلم الله تعالى أنه يرزق المؤمنين والكفار.
وما كان عطاء ربك محظورا أي: ممنوعا.
[ ص: 84 ] وقوله: لا تجعل مع الله إلها آخر : قيل: الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمراد: الأمة، وقيل: الخطاب للإنسان.
وقوله تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه أي: أمر أمرا أحكمه، وفرغ منه.
وقوله: فلا تقل لهما أف : {أف} : كلمة تستعمل في الضجر، خرجت مخرج الكلمة المحكية.
المعنى: لا تستقذرهما كما لم يكونا يستقذرانك. مجاهد:
لا تنفض يديك على والديك. عطاء:
ولا تنهرهما أي: لا تغلظ لهما.
وقل لهما قولا كريما أي: سهلا لينا، عن وغيره. قتادة،
قول العبد الذليل للسيد الفظ الغليظ. ابن المسيب:
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة أي: كن بمنزلة الذليل المقهور; إكراما لهما.
وقوله تعالى: ربكم أعلم بما في نفوسكم : قال هي البادرة تكون من الرجل لأبويه، لا يريد بها إلا الخير، وقيل: هو عام. ابن جبير:
فإنه كان للأوابين غفورا قال (الأواب) : الذي يذنب، ثم يتوب، ثم يذنب، ثم يتوب، [ثم يذنب، ثم يتوب]. ابن المسيب:
وغيره: هو الراجع عن ذنبه بالتوبة. مجاهد،
[ ص: 85 ] هو المصلي بين المغرب والعشاء. ابن المنكدر:
عون العقيلي: هو المصلي صلاة الضحى.
وقوله تعالى: وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها يعني: عن هؤلاء الذين أمرت بإعطائهم، فإذا لم تجد ما تعطيهم; فلا تؤيسهم.
فقل لهم قولا ميسورا أي: لينا، قال بمعناه وغيره. ابن عباس،
المعنى: إن خشيتم منهم أن ينفقوا ما تعطونهم في غير طاعة الله تعالى; فقولوا لهم قولا جميلا. ابن زيد:
وقيل: إنها نزلت في بلال، وخباب، وعامر بن فهيرة، ونظرائهم من فقراء المسلمين، كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم، فيسكت، ويعرض عنهم; إذ لا يجد ما يعطيهم.
وقوله تعالى: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك : قال وغيره: المعنى: لا تمتنع من الإنفاق في الطاعة، ولا تبسط يدك كل البسط; فتنفق في غير حق. قتادة،
[ ص: 86 ] فتقعد ملوما محسورا معنى قوله: {ملوما} : مذنبا، أو آثما {محسورا} : قد انقطع بك.
وقيل: المعنى: يلومك من يسألك; فلا يجد عندك ما تعطيه.
المعنى: لا تمسك عن النفقة في الخير، ولا تسرف في النفقة في الحق والباطل. ابن زيد:
وأصل (محسور) من (الكلال) .
وقوله: إن قتلهم كان خطئا كبيرا : (الخطء) : ما يكون تعمدا، يقال منه: (خطئ; يخطأ) .
و (الخطاء) مصدر (خاطأ) ، وإن لم يسمع، وقد جاء ما يدل عليه; كقول الشاعر: [من المتقارب]
تخاطأت النبل أحشاءه .....................
فـ (تخاطأ) : مطاوع (خاطأ) .[ ص: 87 ] و {خطأ} : جائز أن يكون بمعنى: (خطئا) ; كـ (الشبه) ، و (الشبه) ، فجاء بمعنى: (خطئ) ; كما جاء (أخطأ) بمعنى: (خطئ) في قوله تعالى: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا [البقرة: 286]، والمعنى: خطئنا; أي: لم نتعمد الذنب; لأن المؤاخذة موضوعة عن المخطئ.
وقيل: إن (الخطأ) و (الخطء) من (خطئت أخطأ) ; فـ (الخطأ) : الاسم و (الخطء) : المصدر، و (الخطاء) : اسم بمعنى المصدر، فهو من (أخطأت إخطاء) ; كـ (العطاء) من (أعطيت) .
و (الخطء) : مصدر (خطئ) أيضا، يقال في مصدره بفتح الخاء وكسرها.
و {خطا} و {خطا} غير مهموز: أصلهما: (خطا) و (خطا) مهموزان، فخففت الهمزة التخفيف القياسي، وجميع هذه الوجوه مقروء بها على ما سيأتي ذكره في القراءات إن شاء الله تعالى.
[ ص: 88 ] وقوله تعالى: فقد جعلنا لوليه سلطانا : قال الضحاك: (السلطان) : أن يقتل قاتل وليه، أو يأخذ الدية، أو يعفو، وقيل: معناه: حجة.
فلا يسرف في القتل : قال لا يقتل غير قاتله. مجاهد:
لا يقتل اثنين بواحد. ابن مسعود:
لا يقتل أبا القاتل، ولا ابنه. الضحاك:
وقيل: المعنى: لا يمثل، وقيل: المعنى: لا يسرف القاتل الأول في القتل.
إنه كان منصورا أي: أن المقتول، وقيل: الولي، وقيل: دم المقتول منصور على القاتل.
أبو عبيد: (الهاء) للقاتل; [والمعنى: أن القاتل كان منصورا إذا أقيد منه في الدنيا، وسلم من عذاب الآخرة.
(الهاء) للقتل]. الفراء:
وقوله تعالى: وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا أي: كان مسؤولا عنه من نقضه، وقيل: معنى قوله: {مسئولا} : مطلوبا.
و (العهد) : كل عقد يجب الوفاء به، من أمور الله تعالى، وأمور المخلوقين.
[ ص: 89 ] وقوله: وزنوا بالقسطاس المستقيم : قال (القسطاس) : العدل، الضحاك: هو الميزان. مجاهد:
وقوله: ولا تقف ما ليس لك به علم : قال أي: لا تقل: (سمعت) ولم تسمع، ولا (رأيت) ولم تر، ولا (علمت) ولم تعلم. قتادة:
ابن الحنفية: هذا في شهادة الزور.
و (القفو) : اتباع الأثر، وأصله: من (قاف يقوف قيافة) ; فقلبت: وقد حكى (قفوت أثره) ، و (قفت أثره) . الكسائي:
وقوله: إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا : قال كل ما أشرت إليه من الناس وغيرهم، ومن الموات; فلفظه لفظ (أولئك) . الزجاج:
وقيل: يقال ذلك لكل ما تشير إليه وهو متراخ عنك.
وقيل: (هؤلاء) و (أولئك) للجمع القليل، الواقع للتذكير والتأنيث، فإذا [ ص: 90 ] أريد الكثير; جاء بالتأنيث، فقيل: (هذه) ، و (تلك) .
وقوله: ولا تمش في الأرض مرحا أي: مستكبرا، قتادة: وقيل: (المرح) : البطر والأشر، وقيل: التبختر في المشي، وقيل: تجاوز الإنسان قدره مستخفا بالواجب عليه، وكل ذلك متقارب. لا تمش خيلاء، وكبرا،
إنك لن تخرق الأرض [أي: لن تقطعها باستكبارك واختيالك].
ولن تبلغ الجبال طولا : بتطاولك، وقيل: المعنى: لن تنال بذلك شيئا لا يناله غيرك ممن لا فخر ولا اختيال فيه.
وقيل: معنى: لن تخرق الأرض : لن تقطعها كلها; كأنه مأخوذ من (الخرق) ; وهو الفلاة الواسعة، سميت بذلك; لانقطاع أطرافها بتباعدها.
{كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها} أي: كل ما نهي عنه كان سيئة; فـ {كل} أحاطت بالمنهي عنه فقط.
ومن قرأ: {سيئه} ; فلأنه تقدم ذكر حسن وسيئ.
وقوله: أفأصفاكم ربكم بالبنين أي: أفأخلص لكم البنين دونه، [ ص: 91 ] وجعل البنات مشتركات بينكم وبينه؟