وقوله : تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى  يعني : اليهود والمنافقين ، وقال  مجاهد   : يعني : المنافقين ، الثوري : هم المشركون وأهل الكتاب . 
وقوله : كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم   : قال  ابن عباس   : يعني : بني قينقاع  ، أمكن الله منهم قبل بني [النضير  ،  قتادة   : يعني : بني النضير  ، أمكن الله منهم قبل بني] قريظة . 
 مجاهد   : يعني : كفار قريش  يوم بدر . 
وقيل : هو عام في كل من انتقم الله منه على كفره قبل بني النضير   . 
كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر  الآية : هذا مثل لبني قريظة  والمنافقين ، إذ وعد المنافقون قريظة والنضير بالنصر ، وأمروهم بالصبر ، فهم كالشيطان الذي يزين للإنسان الكفر ، ثم يتركه ، ويخذله . 
 [ ص: 377 ] وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم :  "أن الإنسان الذي قال له الشيطان : (اكفر) : راهب تركت عنده امرأة أصابها لمم؛ ليدعو لها ، فزين له الشيطان ، فوطئها ، فحملت ، ثم قتلها؛ خوفا أن يفتضح ، فدل الشيطان قومها على موضعها ، فجاؤوا ، فاستنزلوا الراهب؛ ليقتلوه ، فجاءه الشيطان ، فوعده أنه إن سجد له؛ أنجاه منهم ، فسجد له ، فتبرأ منه ، وأسلمه"  . 
 مجاهد   : المراد بـ (الإنسان) ههنا : جميع الناس في غرور الشيطان إياهم ، وليس قول الشيطان : إني أخاف الله رب العالمين  حقيقة ، إنما هو على وجه التبرؤ من الإنسان . 
وقوله : ولتنظر نفس ما قدمت لغد  يعني : يوم القيامة . 
ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم   : قد تقدم القول في مثله ، ونسب الله تعالى الفعل إلى نفسه في {فأنساهم} ؛ إذ كان بسبب أمره ونهيه الذي تركوه ، وقيل : معناه : وجدهم تاركين أمره ونهيه؛ كقولك : (أحمدت الرجل) ؛ إذا وجدته محمودا . 
لو أنـزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله  أي : لو  [ ص: 378 ] جعل في الجبل ما يميز به . 
وقوله تعالى :  {السلام} : هو اسم من أسماء الله عز وجل ، سمى نفسه به؛ لسلامته مما يلحق المخلوقين  ، وقيل : معناه : ذو السلامة ، و (السلامة) : كـ {السلام} في المعنى . 
و {المؤمن} : الذي يؤمن أولياءه من عذابه ، ويؤمن عباده من ظلمه . 
وتقدم القول في {المهيمن} وفي ما لم أذكره ههنا من أسماء الله عز وجل . 
ومعنى {المتكبر} : المتكبر عن كل سوء  ، وقيل : العالي ، وقيل : معناه : الكبير؛ كما جاء (استقر) بمعنى : (قر) ، وليس كما يوصف به المخلوق إذا وصف بـ (تفعل) ؛ إذا نسب إلى ما لم يكن به . 
ومعنى {البارئ} : الذي برأ الخلق؛ أي : خلقهم . 
وتقدم القول في {المصور} . 
				
						
						
