التفسير :
ومن يتق الله يجعل له مخرجا قوله تعالى : ويرزقه من حيث لا يحتسب : روي : أن هذا نزل بسبب مالك بن عوف الأشجعي ، وكان يشكو إلى النبي عليه الصلاة والسلام ما يجده من ابن كان له أسر ، فأطلق ولده بعد نزول هذه الآية بيسير .
وقال ، ابن عباس : هذا في الطلاق خاصة؛ أي : من يطلق كما أمر؛ يكن له مخرج في الرجعة . والشعبي
وتأول ابن مسعود الآية على العموم ، وروي : أن النبي عليه الصلاة والسلام تلا هذه الآية ، وقال : ومسروق . "لو أخذ بها الناس كلهم؛ لكفتهم"
وقوله : قد جعل الله لكل شيء قدرا أي : منتهى ، وقيل : تقديرا ، وقال : هو قدر الحيض في الأجل والعدة . السدي
[ ص: 426 ] وقوله : أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم : (الوجد) : الغنى والمقدرة .
ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن : قال : في المسكن . مجاهد
وقوله : ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله : قيل : إنه في الرضاع؛ أي : ليسترضع بقدر ما يجد ، وقيل : المعنى : من قدر عليه رزقه ، وعنده ما يبيع؛ فليبع وينفق .
[ لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها أي : ما يقدر عليه من النفقة] .
وقوله : وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا : قيل : هذا في الآخرة ، وقيل : إن في الكلام تقديما وتأخيرا؛ والمعنى : فعذبناها عذابا نكرا في الدنيا ، وحاسبناها في الآخرة حسابا شديدا .
و (النكر) : المنكر ، و (الخسر) : الهلكة .
وقوله : قد أنـزل الله إليكم ذكرا رسولا : الآية :
قيل : إن المعنى : قد أنزل الله إليكم صاحب ذكر رسولا؛ فـ {رسولا} : نعت لـ(ذكر) على تقدير حذف المضاف ، وهو كقوله : وأنزلنا الحديد [الحديد : 25] ، وشبهه .
وقيل : إن {رسولا} معمولا لـ(ذكر) ؛ لأنه مصدر؛ فالتقدير : قد أنزل الله [ ص: 427 ] إليكم أن ذكر رسولا ، ويكون ذكره الرسول قوله : محمد رسول الله [الفتح : 29] ، وشبهه .
ويجوز أن يكون {رسولا} منصوبا بإضمار فعل دل عليه {أنزل} ؛ التقدير : أنزل الله إليكم ذكرا ، وأرسل رسولا .
ويجوز أن يكون {رسولا} بدلا من (ذكر) ، على أن يكون (رسول) بمعنى : رسالة ، أو على أن يكون على بابه ، ويكون محمولا على المعنى؛ كأنه قال : قد أظهر الله لكم ذكرا رسولا ، فيكون من باب بدل الشيء من الشيء وهو هو .
ويجوز أن ينتصب قوله : {رسولا} على الإغراء؛ كأنه قال : اتبعوا رسولا .
وقوله : يتلو عليكم آيات الله : نعت لـ(رسول) .
وقوله : قد أحسن الله له رزقا أي : وسع له في الجنات .
وقوله : الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن : قال : على كل أرض من الأرضين السبع مثل ما على هذه الأرض ، كما أن في كل سماء خلقا . ابن عباس
وقيل : إن معنى ومن الأرض مثلهن أي : سبع أرضين .
وقوله : يتنـزل الأمر بينهن : قال : يتنزل من السماوات السبع إلى الأرضين السبع . مجاهد
: بين كل سماءين خلق وأمر . الحسن